«فَدَهِشوا لِتَعليمِهِ، لِأَنَّهُ كانَ يَتَكَلَّمُ بِسُلطان» «القوت اليومي

 

 

«فَدَهِشوا لِتَعليمِهِ، لِأَنَّهُ كانَ يَتَكَلَّمُ بِسُلطان»

 

"إِنَّ كَلامَ اللهِ حَيٌّ ناجع، أَمْضى مِن كُلِّ سَيفٍ ذي حَدَّين" (عب 4: 12). بهذه العبارات، يُظهِر كاتب الرسالة مدى عظمة كلمة الله وقوّتها وحكمتها لكلّ الذين يبحثون عن الرّب يسوع المسيح الذي هو كلمة الآب وحكمته وقدرته (راجع 1كور 1: 24).

 

"فَفي البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله" (يو 1: 1) وهو أزليًّ معه. ولمّا حان الوقت، اعتلن للرسل الذين بشّروا به، فقبله المؤمنون بكلّ تواضع... والكلمة حيّ، "فكَما أَنَّ الآبَ له الحَياةُ في ذاتِه فكذلِكَ أَعْطى الِابنَ أَن تَكونَ له الحَياةُ في ذاتِه" (يو 5: 26).

 

هو ليس فقط حيّ، إنّما هو الحياة بذاته تمامًا كما جاء في الكتاب المقدّس: "أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة" (يو 14: 6). وبما أنّه هو الحياة، فهو أيضًا حيّ ومُحيي، لأنّه "فكَما أَنَّ الآبَ يُقيمُ الموتى ويُحيِيهِم فكَذلِكَ الِابنُ يُحيِي مَن يَشاء" (يو 5: 21).

 

لقد ظهر مُحيِيًا عندما دعا لعازر ليخرج من القبر قائلاً: "يا لَعازَر، هَلُمَّ فاخرُجْ" (يو 11: 43). إنّ الصوت الذي نطق بهذه العبارة كان قويًّا لدرجة أنّ تردّده في الخارج قد أحيا الأموات حين تمّ سماعه في الداخل، وأنّه بإيقاظه إيمان الكثيرين قد أخرج منهم "أبناء حقيقيّين لإبراهيم" (مت 3: 9).

 

نعم، إنّ الكلمة حيّ، هو حيّ في قلب الآب، وفي فم الذي يبشّر بها، وقلب كلّ إنسان يؤمن ويحبّ.

 

بودوان دو فورد ( 1190)، كاهن سِستِرسيانيّ