« قُلتُ لَكم هذهِ الأشياءَ لِيَكونَ بِكُم فَرَحي فيَكونَ فَرحُكم تامًّا» «القوت اليومي

 

 

 

« قُلتُ لَكم هذهِ الأشياءَ لِيَكونَ بِكُم فَرَحي فيَكونَ فَرحُكم تامًّا»

 

يقول القدّيس بولس: "فلْيُعْطِ كُلُّ امرِئٍ ما نَوى في قَلْبِه، لا آسِفًا ولا مُكْرَهًا. لأَنَّ اللهَ يُحِبُّ مَن أَعْطى مُتَهَلِّلاً" (2كور9: 7). إنّ الوسيلة الفضلى لإظهار شكرنا لله وللآخرين هي أن نقبل كلّ شيء بفرح. فالقلب الفرِح هو النتيجة الطبيعيّة للقلب الملتهب بالحبّ. كان الفقراء يشعرون بالانجذاب نحو الرّب يسوع لأنّه كان يحمل في داخله ما هو أعظم من كيانه البشري؛ كان يشعّ بهذه القوّة في عينَيه وفي يديه وفي جسده كلّه. كان كيانه كلّه يعبّر عن تقدمة ذاته إلى الله وإلى البشر.



علينا ألا ندع شيئًا يقلقنا أو يجعلنا نمتلئ حزنًا ويأسًا إلى درجة أن نتجرّد من فرح القيامة. إنّ الفرح ليس مجرّد مسألة مزاج عندما يتعلّق الأمر بخدمة الله والنفوس؛ وهو بحاجة إلى جهد دائم. وفي هذا سبب إضافيّ لكي نحاول الحصول عليه وتنميته في قلوبنا. حتّى وإن كنّا نملك القليل لنعطيه، يبقى لنا الفرح الذي ينبع من قلب متيّم بالله.



إن البشر، أينما كانوا في العالم، جائعون ومتعطِّشون إلى محبّة الله. ونحن نعوّض عن هذا النقص عندما ننشر الفرح. إن الفرح يُعتبر أحد أبرز خطوط الدّفاع ضدّ التجربة. إن الرّب يسوع لا يستطيع أن يمتلك نفسًا امتلاكًا تامًّا إلاّ إذا سلّمت نفسها إليه بفرح كبير.

 

الأم تيريزيا الكالكوتيّة (1910 - 1997)