كلمة الله هي كلمة محبّة «القوت اليومي

 

نحن نؤمن بأنّ المسيح هوكلمة الله، أي هو قال لنا من هو الله. فالكلمة  تكشف عن ذات الإنسان. فعندما يتكلّم الإنسان،يكشف شيئاً عن ذاته. أمّا المسيح، في حياته وأقواله وأعماله، فقد كشف لنا عن أنّ الله أب لكلّ إنسان. ولكن يعود إلى كلّ إنسان أن يقبل هذه البنوّة المتطلّبة أو أن يرفضها. قلت بنوّة متطلّبة، لأنّها تقوم على المحبة والمحبّة مشاركة لا تعرف الحدود. إذا كنّا نؤمن بأنَّ المسيح قد تجسّد، فلأنّنا نؤمن بأنّ الله ليس لديه شيء يخفيه عنّا، ولا حتّى ذاته. هذا هو التجسّد: تضامن الله الكامل، أو مشاركته الكاملة.

أمّا قبولنا هذه الشركة فيعني قبولنا أن ندخل في علاقة بالله منفتحة، لا على مخطّط مصمّم مسبقاً لنا أو للبشريّة، بل على حاجات الآخرين المستجدّة. فبقدر ما نشارك الله، نكتشف أن مشاركته هي نموّ في المحبة، والمحبّة لا تعرف الإنغلاق والأنانيّة، بل الإنفتاح على الناس والحياة، مع كلّ ما فيها من أفراح ومآسٍ وحاجات.

إنَّ كلمة الله هي كلمة محبّة، لذا نصغي إليها في القلب، والمحبة هي عطاء لا يعرف حدوداً، بل يؤدي حتّى إلى بذل الذات. وبهذا المعنى، هي حضور للآخر، تنبّه إلى حاجاته، شعور عميق به. وهذه الفضائل، تصف، في نهاية الأمر، موقف الإصغاء.

الأب صلاح أبو جودة