«كُلُّ شَيءٍ تَطلُبونَهُ في ٱلصَّلاة...» «القوت اليومي

 

 

«كُلُّ شَيءٍ تَطلُبونَهُ في ٱلصَّلاة...»

 

"كُلُّ شَيءٍ تَطلُبونَهُ في ٱلصَّلاة، آمِنوا بِأَنَّكُم قَد نِلتُموه، يَكُن لَكُم" (مر 11: 24). إن أرددنا أن نعود إلى التّرجمة اليونانيّة لنصّ إنجيل القديس مرقس، سنجد ما يلي: "إن طلبت شيئًا من الله، حقًا طلبته، فقد نلته وهو سوف يُعطى لك". تعبّر هذه الأفعال هنا عن الماضي وعن المستقبل، ماذا يعني ذلك؟  هذا يعني أنّ الاستجابة تتّم في الصلاة؛ حين أطلب شيئًا وهو من الملكوت، بلا ريب لا يقع هذا الشيء في الفراغ، بل قد وقع في قلب الله. فحينئذٍ " قد نلته وهو سوف يُعطى لك"، ربّما بأسلوب لم تكن تتخيّله، لكن حينئذٍ إنْ بَدّل الله شكل الهبة، فذلك لكي تصير الهبة أجمل.



فلنتأمل كيف تبدو صلاتنا العادية الصادرة من قلوبنا المسكينة. ها إنّي ألتمس من الله قلبًا نقيًا في حين أنَّ الظلمات تملأ عقلي، إذا طلبتُ شيئًا مرتبطًا بالملكوت، لقد استلمته وهذا ما سأناله. متى؟ وكيف؟ لست أدري، ربّما عند آخر لحظة، لكن وأخيرًا، لقد استلمته الآن. مدهش ذاك الشيء!



في إنجيل القدّيس يوحنا، يتكرّر هذا الكلام لمرّات عدّة: " إِنَّ سَأَلتُمُ الآبَ شَيئًا بِاسمي أَعطاكم إِيَّاه حتَّى الآن لم تَسألوا شَيئًا بِاسمي. إِسأَلوا تَنالوا فيَكونَ فَرحُكم تامًا"(يو 16: 23- 24). يعني هذا الكلام أنّ الأشياء التي التمستُها لم تكن حقًا صرخة من أجل فداء كياني، غير إنّها لو كانت كذلك أي لو كانت تلك الالتماسات صرخة من أجل فداء كياني، فهي قد استجيبت، وصارت كالثمرة التي هي حاليًّا في البرعم الذي هو في وضع النموّ.

 

الكاردينال شارل جورنيه (1891 - 1975)​