لا تُقاوموا الشرّير «القوت اليومي

 

 

«أمّا أنا فأقولُ لكم: لا تُقاوموا الشرّير»

 

"احتَمِلوا بَعضُكُم بَعضًا في المَحبَّة، مُجتَهِدينَ في المُحافَظَةِ على وَحدَةِ الرّوحِ بِرِباطِ السّلام" (أف4: 2). ليس من الممكن أن يحافظَ الأخوة على الوحدة والسلام إن لم يجتهدوا للحفاظ على التسامح المتبادل ورباط الوفاق بينهم بفضل الصبر...

 

كيف يمكن تحقيق ذلك إن لم نكن محافظين على الصبر والتسامح؟ هذا ما فعله القدّيس إسطفانُس عندما سأل الله الصفح عن أولئك الذين كانوا يرجمونه بدلاً من أن ينتقم منهم، قائلاً: "يا ربّ، لا تَحسُبْ علَيهم هذه الخَطيئَة" (أع 7: 60).

 

هكذا تصرّف أوّل شهداء الرّب يسوع المسيح، وهو لم يكن فقط مبشّرًا بآلام الربّ وقيامته، بل كان أيضًا مقتديًا بوداعته الفائقة. ماذا عن الغضب والخلاف والخبث؟ ليس لها أيّ مكان لدى المسيحيّ، لأنّ قلبه يجب أن يختزن الصبر، لذلك لا يمكن أن نجد فيه أيًّا من هذه العيوب.

 

لقد حذّرنا الرسول بطرس قائلاً: "ولا تُحزِنوا روحَ الله القُدوسَ الذي به خُتِمتُم لِيَومِ الفداء. أَزيلوا مِن بَينِكم كُلَّ شَراسةٍ وسُخطٍ وغَضَبٍ وصَخَبٍ وشَتيمة وكُلَّ ما كانَ سوءًا" (أف 4: 30-31). عندما يعيش المسيحيّ في سلام، حاملاً الرّب يسوع المسيح في قلبه، عليه أن يُخرِجَ الغضبَ والخلافَ من قلبه، كما لا ينبغي له أن يردّ الشرّ بالشرّ وأن ينمّي الكراهية في نفسِه.

 

القدّيس قِبريانُس (نحو 200 - 258)، أسقف قرطاجة​