لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ ! «القوت اليومي

 

 

 

لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ !

 

 

تُنادِيهِ : أبانا الذي في السَّماوات، لِيَتَقدَّسِ اسْمُكَ !

أي لِنَتَقدَّسْ نَحْنُ، لِأنَّ اسْمَكَ فينا، رَبِّ، قدِّسْنا !

دُعِيَ عَلينا اسْمُكَ، لِيَتَقدَّسْ فينا مِنْ أجْلِكَ !

إنَّكَ القُدُّوس، لِيَتَقدَّسِ اسْمُكَ فينا نَحْنُ الضُّعَفاء !

 

 

ألصَّلاةُ التي عَلَّمَنا ابْنُ اللهِ غَنِيَّةٌ زاخِرَة،

ومِنْها يَنْبَغي أنْ تَعْرِفَ مَنْ أنْتَ وما أعْظَمَكَ !

هي تُعَلِّمُكَ أنَّ لَكَ أباً مَلِكاً عَظيماً،

وأنْتَ عَظيم : وأيَّ مَرْتَبَةٍ بَلَغَ تُرابُكَ !

 

 

نَزَلَ ابْنُ اللهِ مِنَ العُلى وَصارَ إنْسانا

فأصْعَدَكَ مِنَ العُمْق ِ لِتَصيرَ ابْناً لِله.

صارَ  أخاً  لَكَ مِنْ حَشاً بالِغَةِ القداسَة،

وَجَعَلَكَ أخاهُ مِنْ حَشَا المَعْمُودِيَّة.

 

 

وبِما أنَّهُ صارَ بالميلادِ الثّاني إنْسانا،

جَعَلَكَ بالميلادِ الثّاني ابْناً لِله،

وَلِئَلّا  تَنْسى في صَلاتِكَ مَنْ أبوكَ،

عَلَّمَكَ أنْ تَدْعُوَ في بَدْءِ طِلْبَتِكَ : أبانا الذي في السَّماوات !

 

 

فاهْرُبْ مِنَ الأعْمال ِ غَيْرِ الحَسَنَة،

لِأنَّ اللهَ أبوكَ الكامِلُ الحُسْن،

كُنْ نَقيّاً لا عَيْبَ عَليك، لأنَّكَ ابْنٌ،

أزِلْ عَنْكَ الشُّرور، وانْبذِها كرامَة ً لِأبيك !

 

 

ولا تَخْطَأ، لِئلّا يُهانَ بِسَبَبِكَ

مَنْ حَسُنَ في عَيْنَيْهِ أنْ يَكونَ أباكَ العَليم !

أنْظُرْ مَنْ دَعَوتَ في بَيْتِ الغُفْران ِ : أبانا !

وَطَهِّرْ نَفَسَكَ لِأجْلِهِ، لِئلا يُهان !

 

 

عندما تُصَلّي، تَدْعُو الآبَ لِيَأْتي فيُخَلّصَ

بَنيهِ، وقدْ اسْتَعْبَدَهُم العَدُوُّ مُنْذ ُ البَدء.

تَقولُ لَهُ : أنا مَسْبِيُّ، مَبِيع،

صِرْتُ عَبْداً ذليلا ً بَينَ الغُرَباء !

 

 

كانَ لي اسْمُكَ، مِثالُكَ، فدَنَّسْتُهُ :

أبانا الذي في السَّماوات، لِيَتَقدَّسِ اسْمُكَ، لكَ !

فحينَ تَقول : لِيَتَقدَّسِ اسْمُكَ ! يُعَلِّمُكَ هُوَ

أنْ تَكُونَ قِدِّيساً، لِأنَّ أباكَ كُليُّ القداسَة.

 

 

                                                                                (نشيد الابانا)

قراءَةٌ مِنْ مارِ يَعقوبَ السَّرُوجِيّ (+ 521)