مائِدَةُ الكلِمَة «القوت اليومي

 

إحْتَرَمَتِ الكنيسَةُ دَوْماً الكُتُبَ الإلهيَّة َ كما احْتَرَمَتْ جَسَدَ الرَّبِّ نَفْسَهُ. فإنَّها لا تَنْثَني تَأخُذُ خُبْزَ الحَياة، خاصَّةً في الليتورْجيَّا المُقدَّسَة، سَواءً عَنْ مائِدَةِ كلمَةِ اللهِ أو عَنْ مائِدَةِ جَسَدِ المَسيحِ لِتُقدِّمَهُ لِلمُؤمِنين.

ولقدِ اعْتَبَرَتِ الكنيسَةُ دائِما ولا تَزالُ تَعْتَبِرُ هذِهِ الكُتُبَ مَعَ التَّقليدِ المُقدَّسِ قاعِدَةً مُطلقةً لإيمانِها  إنَّها إلهامٌ مِنْ لدُنِ الله، ولقدْ سُطِّرَتْ كتابَةً بِصُورَةٍ نِهائِيَّة، لِتُوَزِّعَ كلمَة اللهِ بالذّاتِ دُونَما تَغْيير، وَتَجْعَلَ صَوْتَ الرُّوح ِ القُدُس ِ يُدَوّي في أقوالِ الأنْبيآءِ والرُّسل.

لذلكَ يَجِبُ على كُلّ ِ كِرازَةٍ كنَسِيَّة، وعلى الدِيانَةِ المَسيحيَّةِ ذاتِها، أنْ تَتَغَذَّى مِنَ الكتابِ المُقدَّس، وأنْ تَخْضَعَ لِتَوْجيهِهِ. ففي الأسْفارِ المُقدَّسة، يَلتقي الآبُ السَّماويُّ بِأبْنائِهِ بِمَحَبَّةٍ ، وَيُكالِمُهُم. وَلِكلام ِ اللهِ مِنَ الشّدَةِ والفاعَليَّة، بِحَيْثُ أنَّ الكنيسَةَ تَجِدُ فيهِ دَعامَةً وقُوَّة، وأبْناءَها يَجِدُونَ فيهِ لإيمانِهِمْ  عَضَداً وَلِنَفْسِهِمْ قوتًا، ولِحياتِهِم الرُّوحِيَّةِ يَنْبوعاً صافياً وخالِدا. ولِهذا تَصُحُّ في الكِتابِ المُقدَّسِ الأقوالُ التّالية : "إنَّ كلامَ اللهِ هُوَ حَيٌّ وَفَعّالٌ "؛ "ألقادِرُ أنْ يَبْنيَكُمْ وَيُؤتيكُمُ المِيراثَ مَعَ جَميعِ القِدِّيسين".               

(دستور عقائدي في الوحي الالهي،21)