نحن حجّاج على هذه الأرض. «القوت اليومي

 

نحن حجّاج على هذه الأرض.

 

برؤيتي مخلّصي صاعدًا إلى السماء، أُدْرِكُ انّنا لسنا سوى مارّة في هذا الفناء. منفيين، نسافر نحو الوطن، نائحين في انتظار سماء جميلة حيث سيتمّ التبني الكامل لأبناء الله ( روم 8/ 23).

 

في إطار التعليم ذاته،  يقول القديس بطرس للمؤمنين: وأطلب إليكم أيّها الأحبّة، وأنتم ضيوفٌ غرباء في هذا العالم، أن تمتنعوا عن شهوات الجسد، فهي تحارب النفس، وأن تنظروا إلى ذواتكم كغرباء مسافرين ينصبون خيمتهم عند المساء ليقيموها في الصباح ( 1 بط 2 /11).

 

 

إذًا في مشاهدتنا ليسوع المسيح مرتفعًا نحو السماء وباسطًا أمام أعيننا بالمجد كلّ السعادة  التي بانتظارنا، يستيقظ فينا هذا الإيمان العميق. كوننا مدعوين لمصير سامٍ ، لا نستطيع التعلق بأملاك صغيرة، بائسة، وعابرة لهذه الحياة الحاضرة. كوننا مدعوين لغبطة وسرور لا متناهيين، علينا احتقار وازدراء  الملذات الكاذبة التي يعطيها حبّ الذات، و اكتفاء الحواس، والتعلّق  بالخيور الزمنية.

 

 كوننا مدعوين لمجدٍ لا مثيل له، علينا ألّا نحسب شيئًا المجد الباطل لهذا العالم، وأن نقول مع القديس إغناطيوس دو لويولا:

 "آه ، كم تبدو لي  الأرض حقيرة عندما أنظر إلى السماء"، ومع القديس بولس : بل أحسب كل شيء خسارة من أجل الربح الأعظم، وهو معرفة المسيح يسوع ربي . من أجله خسرتُ كلّ شيء وحسبتُ كل شيء نفاية لأربح المسيح".( فل 3/ 8)

 

 

بقلم الأب André – Jean -  Marie Hamon (1795ـ 1874)