نَبأٌ مُحْزِنٌ وَتَعْزِيَةٌ مُذْهِلَةٌ «القوت اليومي

 

 

 

 

 

نَبأٌ مُحْزِنٌ وَتَعْزِيَةٌ مُذْهِلَةٌ

 

 

لقدْ تَجَلّى فرَأى التَّلاميذُ مَجْدَهُ على الجَبَلِ العَظيم،

 

لِيَكونَ ذلِكَ الواقِعُ عِنْدَهُم حَقيقة !

 

وَدَنا يَومُ آلامِه، لِيَكونَ ذبيحاً،

 

فأنْبَأهُمْ بِمَوْتِهِ، وأرْهَبَ التَّلاميذَ الخَبَرُ :

 

 

 

إنّي سَأُسْلَم !  فَيَهْزَأونَ بي وَيُعَذِّبونَني،

 

وَيَصْلِبونَني وَيَقْتُلُونَني !

 

فارْتاعوا وتَشَوَّشوا، خافوا وَبُهِتوا،

 

فأظْهَرَ لَهُمْ مَجْدَهُ وَأذْهَلَهُم فعَزَّاهُم !

 

 

 

 

قالَ لَهُ سِمْعانُ الصَّفا  : حاشَى لَكَ أنْ تَتألّم !

 

وخافَ الرُّسُلُ جَميعُهُم  لِسَماعِهِمْ نَبأ يَسوعَ عَنْ مَوْتِهِ !

 

فأخَذَ يَسوعُ بُطرُسَ وَيَعْقوبَ وَيوحَنّا،

 

وأصْعَدَهُمْ إلى جَبَلٍ عالٍ وَحْدَهُم !

 

 

 

لِكَيْ يُزيلَ عَنْهُمُ الحُزْنَ، وَقدْ حَطَّمَهُم،

 

ويُفَرِّحَهُم  بِتَعْزِيَةِ  مَجْدِهِ العَظيم.

 

تَجَلّى أمامَ عُيُونِهِم، وصارَ لِباسُهُ أبْيَض،

 

وَوَجْهُهُ مُضِيئاً كالشّمْسِ فأذْهَلَهُم !

 

 

 

 

ألعَتيقُ والجَديد

 

 

جاءَ في الكِتابِ أنَّ أديمَ وَجْهِ موسى صارَ مُشِعًّا

 

 

غَيْرَ أنَّهُ لَمْ  يَتَجَلَّ، ولا أضاءَ وابيَضَّ مِثلَ مُخَلِّصِنا،

 

موسى رأى اللهَ فأشَعَّ وَجْهُهُ،

 

أمّا رَبُّنا فهُوَ اللهُ، هُوَ النُّورُ كُلُّهُ !

 

 

 

هُوَ وَأبوهُ، أشّعَّ في الجَبَلِ على موسى،

 

وَهُوَ أضاءَ، فرأى مَجْدَهُ سِمْعان.

 

أشَعَّ وَجْهُهُ على أعْيُنِ التَّلاميذ، وَصارَ لِباسُهُ أبْيَض،

 

 

فَرأوا مَعَهُ على الجَبَلِ موسى وإيليّا.

 

 

 

دَعا الرُّسُلَ وأتى بالأنْبياء، لِيُقابِلَ بَيْنَ الفَريقين،

 

فيَظْهِرَ لِلعالمِ كُلِّهِ تَعْليمَ الحَقِّ الواحِد.

 

جَمَعَ الجَديدَ والعَتيق، لِتَشْعُرَ الأرْضُ

 

بأنَّهُ سَيِّدُ الآخِرينَ والأوَّلين !

 

 

 

مِنَ العَهْدِ العَتيقِ أتى بِبَطَلينِ مُختارَينِ سامِيَين،

 

لِيَكونا شاهِدينِ لِتَعْليمِ العَهْدِ الجَديد.

 

 

أرادَ أن يُريحَ النّاموسَ الذي أعْطِيَ على يَدِ موسى،

 

 

فدَعا سِمْعانَ لِيُودِعَهُ الحَقَّ، وَيَمْضِي موسى ! ...

 

(الملفان مارِ يَعْقوبَ السَّرُوجِيّ

من أباء الكنيسة توفي عام 521)