يعرفونهُ «القوت اليومي

لا يستطيع الإنسان أن يصل إلى الحقيقة بمفرده،

ولا بدّ أن يُرشده الرّوح القدس نفسه،

فـ "الرّوح يهبّ حيث يشاء"،

ولا نستطيع أن نضع له حدوداً،

أو أن نفصله عن الآب والإبن.

 

لا يمكن فهم الآب بدون الإبن،

ولا الإبن بدون الرّوح القدس.

وكما أنّ أحداً لا يمكنه أن يأتي إلى الآب إن لم يرتفع بواسطة الإبن،

فإنّ أحداً لا يستطيع أن يقول أنّ يسوع ربّ إلا بالرّوح القدس.

 

ليس ممكناً إذن أن يحظى أحد بالرّوح القدس من دون المسيح،

أي من دون الكنيسة.

وهذا ما يُؤكّده الرّبّ في قوله:

"إنّ الآب يُرسل الرّوح القدس باسم الإبن" (يو 14: 26).

ولا بدّ أن نحمل إسم المسيح،

ونكون أعضاء في كنيسته لنحصل على الرّوح القدس.

 

إنّ الذين خارج الكنيسة،

لا يكونون في موقع يُؤهلّهم لنيل الرّوح القدس،

لأنّهم "لا يرونهُ" و"لا يعرفونهُ"،

ولذا ينكرون لاهوتهُ.

أمّا المسيحيّون، أعضاء الكنيسة،

فيعرفونهُ "لأنّه فيهم"،

ولذا يُؤمنون ويعترفون،

بلاهوت الأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس.