15 تشرين الثاني تذكار الشهداء غوريا وصامونا وحبيب الشماس «على درب القداسة

 

 

 

15 تشرين الثاني تذكار الشهداء غوريا وصامونا وحبيب الشماس

 

 كان هؤلاء من مدينة الرّها ولم يكن استشهادهم في وقت واحد.

 

أمّا غوريا وصامونا فقد امتازا بالأخلاق الحسنة والفضائل الرّاهنة. فكانت لهما الكلمة النافذة، بين مواطينهما. ولذلك تمكَّنا من تشجيع المؤمنين على احتمال الإضطهاد والثبات في إيمانهم. فقبض عليهما والي الرُّها أنطونينوس وأخذ يتملقَّهما تارةً ويتهدّدهما تارةً أخرى محاولاً إقناعهما بالكفر بالمسيح والسّجود للأصنام، فقالا له:

"حاشا لنا أن نعبُد آلهة هي صنعةُ البشر".

 

عندئذٍ أنزل بهما أشدَّ العذابات هولاً: من سجن مظلم وجلدٍ عنيف وربط بالحبال وتعليق جسديهما في الفضاء. ثمّ طرحهما في حفرة عميقة ليموتا جوعًا، وفي هذه العذابات كلَّها، كان الشهيدان صابرَين يصلِّيان ويشكران الله.

 

ولمَّا رأى الوالي أنَّ في إطالة عذابهما تشجيعاً لغيرهما، أمر بقطع رأسيهما فنالا إكليل الشّهادة سنة 304. فدفنهما المسيحيّون في قبر واحد في مدينة الرّها، حيث أجرى الله بشفاعتهما عجائب كثيرة.

 

أمّا مواطنهما حبيب الشمّاس الإنجيليّ فكان يعلِّم ويعظ ويبشِّر بالمسيح بحماسة وشجاعة. فقبضوا عليه وشدَّدوا في عذابه بالجلد وأمشاط الحديد حتّى تمزَّق جسده وهو صابر تلوح في محيَّاه علامات البهجة والسرور.

 

فقال له الحاكم: أراك تتلذَّذ بهذه الآلام؟ فأجاب: "نعم، لا ألذَّ عندي من العذاب والموت لأنَّ لي فيهما حياة أبديّة". فأمر الحاكم بإحراقه حيًّا. فودَّع الشّهيد أمَّه وأصدقاءه واندفع من تلقائه، وارتمى في النار فاحترق، وانضمَّ إلى مواطنيه الشّهيدين غوريا وصامونا في الأخدار السّماويّة سنة 322. فأخذ ذووه بقايا جسده ووضعوها في قبر القدّيسين غوريا وصامونا. ولهذا تعيد لهم الكنيسة معًا في يوم واحد. صلاتهم معنا. آمين.