18 كانون الأول تذكار النبي دانيال وهو الرابع بين الأنبياء الكبار «على درب القداسة

 

 

18 كانون الأول تذكار النبي دانيال وهو الرابع بين الأنبياء الكبار

 

كان النبيّ دانيال من سبط يهوذا ومن نسل المُلوك. ولمّا سبى نبوكدنصَّر سكّان أورشليم سنة 606 قبل المسيح، كان دانيال بينهم مع رفقائه حننيا وعزريا وميشائيل. خصّ الله دانيال بحكمة فائقة وأوحى إليه بأمورٍ كثيرة.

 

وهو الذي أنقذ سوسنة العفيفة امرأة يوياقيم الملك من افتراء الشيخين اللذين راوداها عن نفسها فحكم عليهما بالموت رجمًا. وهو الذي فسَّر الحلم الذي حلمه نبوكدنصَّر وعجز سحرته وعلماؤه عن تفسيره. فاستأصلهم الملك ورفع منزلة دانيال واعترف بأنّ إلهه هو الآله الحقّ.

 

ولم يكن ليتورَّع عن أن يُبيّن للملك، بكلّ جرأة، ما يحلّ به وبملكه، متنبّئًا أنَّ الله سيطرده من الملك. وقد تمَّ ذلك فعلاً. اذ خلفه ابنه بلشصَّر الذي نسي دانيال. فطغى وتجبَّر أكثر من أبيه، لذلك رذله الله، كما تنبّأ دانيال بتفسيره تلك الكتابة التي رآها بلشصَّر مرسومةً على الحائط أمامه ليلة كان يتلذَّذ هو وجلساؤه ونساؤه في وليمة أقامها في قصره وهي (منا تقل فراس)، فارتاع منها وطلب دانيال ففسرها قائلاً له: إنك وزنت فوجدتَ ناقصاً لذلك يؤخذ منك ملككَ ويعطى لمادي وفارس. وقد تمّت النبوءة، لأن بلشصَّر قُتل في تلك الليلة واستولى على العرش داريوس المادي.

 

وعظُم شأن دانيال عند الملك داريوس الذي فضَّله على جميع وزرائه. فحسده هؤلاء ووشوا به إلى الملك، بأنّه لم يسجد للتمثال الذهبيّ، فطرحوه في جُبّ الأسود، فلم تؤذه. ففرح به الملك فرحًا عظيمًا، وأمر بأن يُلقى في الجب أولئك الذين وشوا به، فافترستهم الأُسود.

 

وقتل دانيال تنّينًا كانوا يعبدونه، فطرحوه في الجبّ مرَّةً ثانية، فنجَّاه الله من أنياب الأسود وأخزى أعداءه. وهكذا كان الله نصيره في جميع أعماله، إلى أن توَّفاه بشيخوخة صالحة، وقد بلغ التسعين من العمر. ودُفن في بلاد الكلدانيّين. وكانت وفاته نحو سنة 628 قبل مجيء المسيح. دانيال لفظة عبرانيّة معناها " تقي دين الله". صلاته معنا. آمين.