4 آذار تذكار الشهيدين بولس وأخته يولياني «على درب القداسة

 

 

 

4 آذار تذكار الشهيدين بولس وأخته يولياني

 

كان بولس ويولياني شقيقته مسيحيّين من مدينة عكّا بفلسطين في زمان الملك أورليانوس القيصر الذي أصدر أمرًا بأن يضحّي المسيحيون للأوثان.

 

وقد مرّ بعكّا، فرأى بولس وعلى جبهته صليب فاستحضره وقال له أمام الجميع: "أما علمت بأمري للمسيحيين؟" فأجاب القدّيس: "نعم سمعت الناس يلهجون به، ولكن أي عاقل من المسيحيّين يترك الإله الحيّ، ليكرّم أصنامكم البُكم؟"

 

فغضب الملك وقال لجنوده:

 

"علّقوا هذا الشقيّ وعذّبوه". فأذاقوه مرَّ العذاب حتّى تهشّم جسده. فأسرعت أخته يولياني وصاحت بالملك: "لِمَ تُعذّب أخي وهو لم يقترف ذنبًا؟" فقال الملك خذوها واجلدوها.

 

فسخرت به وقالت: "سترون أنّ إلهنا سيقوِّينا على احتمال عذاباتكم مهما كانت".

 

فأخذوا يجلدونها، فقال لها أخوها: "لا تجزعي يا أختاه، هذا العذاب يعدّ لنا سعادة أبديّة".

 

فطرحوهما في مرجل، فلم ينلهما أذى. ثمّ وضعوهما على كرسيَّين من حديد وأضرموا تحتهما نارًا فحفظهما الله سالمين.

 

وأسلموا يولياني إلى قوم فِساق ليفسِدوا بكارتها فضربهم الله بالعمى ونجت البتول من شرّهم.

 

وبعد أن أجروا عليهما أعذبة متنوعة ولم ينالوا منهما مأربًا، أمر الملك بضرب عنقهما، ففازا بإكليل الشّهادة سنة 273. صلاتهما معنا. آمين.

 

 

وفي هذا اليوم أيضًا

 

تذكار جراسيموس السّائح

 

نَسَكَ مدّة في ليكيا وطنه ثمّ مضى إلى براري فلسطين فسكن قفرًا مجاورًا للأردن، وانعكف على ممارسة الفضائل.

 

ولمّا اشتهرت قداسته، تتلمذ له كثيرون ساروا على طريقته. فبنى لهُم المناسك العديدة ليعيشوا العيشة المشتركة، تحت قانون ونظام واحد. وكان لا يتناول في الصّوم الأربعيني طعامًا غير القربان المقدّس. وبمثل هذه الأعمال الصّالحة، كلّل جهاده ورقد بالرّبّ سنة 475.

 

وقد روى المؤرخ مخستس في مجموعته "البستان الروحيّ" هذا الحديث المُستغرب وهو أنّ أسداً يعرج جاء مستغيثًا به ليقلع من رجله شوكة تؤلمه، فرقّ له القدّيس جراسيموس وأخرج له الشوكة من رجله وضمّد جرحه.

 

فمَا كان من الأسد إلّا أن لحق به إلى الدير، حيث كان فيه كحيوان داجن، لا يؤذي أحدًا. وكان الرهبان يستخدمونه لاستقاء الماء. ولمّا مات القدّيس، حزن عليه الأسد حزنًا شديدًا وربض قرب ضريحه، لا يذوق قوتًا إلى أن مات. صلاة القدّيس جراسيموس تكون معنا. آمين.