8 تموز تذكار الشهيد بروكوبيوس «على درب القداسة

 

 

 

 

8 تموزتذكار الشهيد بروكوبيو

 

 

ولد هذا البارّ في أورشليم، وتوطّن مدينة بيسان على شاطئ الأردنّ، وصار خادم كنيستها، بصفة قارئ الأسفار المقدَّسة ومترجمها للشّعب من اللّغة اليونانيّة إلى اللّغة السُّريانيَّة، لغة الشَّعب. وقد أقامه الأسقف مقسِّما يطردُ بصلاته الشّياطين.

 

وكان بروكوبيوس قائماً بخدمته هذه حقَّ القيام، مُمارساً أنواع النُّسك والتقشّف قهراً لجسده وحفاظاً على طهارته الملائكيّة. لا يتناول مأكلاً سوى الخبز والماء فقط كلّ ثلاثة أو أربعة أيَّام مرَّة واحدة. يغذّي نفسه بمطالعة الكتب المقدَّسة، نهاراً وليلاً. وكان حميد الخِصال، متسامياً بالفضيلة ولا سيَّما الوداعة والتواضع فضلاً عن تضلعه من العلوم اللاهوتيّة والعالميّة.

 

ولمَّا أثار ديوكلتيانوس الإضطهاد على المسيحيِّين وبلغت أوامره إلى قيصريّة فلسطين، كان بروكوبيوس أوّل مَن نال إكليل الشّهادة في هذه المدينة، إذ أنّ الوالي فلابيانوس أرسل فقبض عليه مع غيره من المسيحيِّين، فأتوا بهم إلى قيصريّة، عاصمة الإقليم. ولمَّا مثل بروكوبيوس أمام الوالي أمره أن يسجد لآلهة المملكة.

 

فأجابه بصوتٍ عالٍ: "أنا لا أعرف إلّا الهًا واحدًا فقط هو خالق السَّماوات والأرض وله وحده يجب السُّجود".

 

فكان جوابه هذا كحربةٍ طَعنت قلب الوالي؟ فأمره بالخضوع لأوامر الملوك. فلم ينثنِ القدِّيس عن عزمه. وأجاب ببيت شعر من أوميريوس مفاده: لا خير من مملكة يضبط زمامها كثيرون. عندئذٍ أمر به الوالي، فضُرِبَت عنقُه وتكلّل بالشّهادة سنة 303. صلاته معنا. آمين.