أهمية الشهادة المسيحية في حياتنا اليومية «متفرقات

 

 

 

 

إحتفل البابا فرنسيس هذا الثلاثاء بالقدَّاس الصباحيّ المعتاد في كابلة بيت القدِّيسة مرتا بدولة حاضرة الفاتيكان. وتخلّلت القدّاس عظة تطرَّق فيها البابا إلى الشهادة التي ينبغي أن يقدِّمَها المسيحيّ في حياته اليوميَّة، مشدِّدًا على ضرورة أن يكون كالملح الذي يطعّم الأكل، والنّور الذي يُضيء. واعتبر البابا أنّ المؤمن عليه أن يقدِّم هذه الشهادة بتواضع تام، وينبغي أن يشكِّل هذا النشاط جزءًا من حياته، ومن قداسته اليوميَّة.

 

 

ولفت أيضًا إلى أنَّ أكبر شهادة يمكن أن يقدِّمها المسيحيّ في حياته هي أن يهب نفسه من أجل الآخرين تمامًا كما فعل الرّبّ، وهذا يعني الإستشهاد، دون غض الطرف عن الشهادة المسيحيَّة التي تبدأ في الصباح الباكر بعد الاستيقاظ وتنتهي في وقت متأخر من المساء عندما يخلد المؤمن إلى النوم. وذكّر فرنسيس المؤمنين بأنَّ الشهادة المسيحيَّة قد تبدو شيئاً قليل الأهميَّة لكن ينبغي أن نتذكَّر على الدوام أنَّ الربَّ يأخذ هذه الأمور البسيطة التي نقوم بها ويجعل منها المعجزات والعظائم. وبالتالي لا بُدّ أن يتحلّى المؤمنون بمواقف التواضع ويبحثوا فقط عن كيفيَّة أن يكونوا ملحًا ونورًا.

 

 

 

وذكّر فرنسيس بأنَّ الملح والنّور موجَّهان إلى الآخرين، لأنَّ الملح لا يطعّم ذاته والنّور لا يُضيء ذاته مشيرًا للحاجة إلى كميَّة ضئيلة من الملح لأنَّ الملح لا يُباع في المتاجر بالأطنان! كما أنَّ الملح لا يتباهى بذاته عندما يملّح الطعام، فهو موجود أيضًا من أجل الحفاظ على الأطعمة، وهكذا ينبغي أن تكون الشّهادة المسيحيَّة.

 

 

 

وأشار البابا بعدها إلى أنَّ الربَّ يطلب من كلِّ واحدٍ منَّا أن يكون ملحًا ونورًا في هذا العالم، وعندما تُقدّم هذه الشَّهادة يراها الناس ويمجدوا الآب الذي في السَّماوات، لا الشخص الذي يقدِّم الشهادة. وأضاف أنَّنا عندما نأكل طبقاً شهيًّا لا نقول: كم هو شهيّ الملح! كما أنّنا عندما ندخل بيتنا في المساء لا نقول: كم هو جميل النّور! بل نتجاهله مع أنّنا نعيش مع هذا النّور الذي يضيء. هذه هي الشهادة التي ينبغي أن يقدِّمَها المسيحيُّون في حياتهم اليوميَّة.

 

وحذّر البابا في الختام المؤمنين من مغبَّة التمثل بالفرِّيسيّ الذي يتباهى بإنجازاته أمام الرَّبّ ودعا المؤمنين لأن يطرحوا على أنفسهم السؤال التالي كلّ مساء قبل الخلود إلى النّوم: هل كنتُ اليوم ملحًا؟ هل كنتُ نورًا؟ وأكَّدَ البابا فرنسيس أنَّ هذه هي القداسة اليوميَّة سائلاً الله أن يساعدنا على إدراك هذا الأمر جليًا.

 

 

إذاعة الفاتيكان.