اختتام زيارة الأعتاب الرسولية كنيسة مار مارون «متفرقات

 

 

 

 

ترأس غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الذبيحة الإلهية مساء اليوم السبت في كنيسة مار مارون في المعهد الحبري الماروني في روما وذلك اختتاما لزيارة الأعتاب الرسولية الى قبر الرسولين بطرس وبولس في حاضرة الفاتيكان. وعاون غبطته أساقفة مجمع الكنيسة المارونية والرؤساء العامين والسفير البابوي الجديد المطران كريستوف قسيس ولفيف من الكهنة والرهبان. بعد الإنجيل المقدس ألقى غبطته عظة تأمل فيها بآية انجيل اليوم: "في الشهر السادس ارسل الملاك جبرائيل الى عذراء في الناصرة اسمها مريم مخطوبة لرجل اسمه يوسف" وقال:

 

 

 

"بهذه الكلمات من الإنجيل ندرك ان تاريخ الخلاص يتحقق عبر تاريخ البشر ويندمج فيه ويتماهى معه. يسعدنا ان نحتفل بهذه الليتورجية الإلهية احياء لبشارة الملاك جبرائيل لمريم. واختتاما لزيارة الاعتاب الرسولية التي قمنا بها وذبيحة شكر على ست سنوات من خدمتي الكردينالية. واتى فرح آخر وهو ان قداسة البابا رفع لرتبة الاسقفية المونسنيور كريستوف قسيس وعينه سفيرا باباويا في باكستان وهكذا تكتمل فرحتنا ونشكر قداسة البابا على الإلتفاتة ونهنئ السفير البابوي الجديد ابن الكنيسة المارونية حاملا تراثها وهذه الخدمة لقداسة البابا وللكنيسة وللكرسي الرسولي.

 

 

 

 

اجل في البشارة لمريم ندرك ان تاريخ الخلاص يتحقق عبر تاريخ البشر ويكتمل في تاريخ البشر ويندمج فيه اندماجا كاملا حتى انه يتماهى معه. ويتبين ان الله هو سيد التاريخين تاريخ الخلاص وتاريخ البشر. ثلاث افكار اساسية نتأمل فيها: اولا ان البشارة لمريم تبين ان فيها نقطة وصول ونقطة انطلاق. فالبشارة لزكريا في الأحد الماضي ختمت مسيرة طويلة من العهد القديم مسيرة انتظار ومع بشارة مريم ميلاد مخلص العالم وفادي الإنسان كنا في نقطة الوصول بعد كل هذه الدهور ونقطة انطلاق للعهد الجديد ولسر المسيح في الكنيسة ولسر الكنيسة نقطة وصول ونقطة انطلاق جعلت الرب يسوع نقطة وسط الدائرة وقال عن نفسه في رؤيا يوحنا انا البداية والنهاية انا الأول والآخر فاصبحت حياتنا كلها ترتكز على هاتين النقطتين الوصول والإنطلاق.

 

 

 

نقطة الوصول في حياتنا هي اللقاء بالمسيح ونقطة الإنطلاق هي الحياة الجديدة التي تبدأ بعد اللقاء بالمسيح. وندرك اننا التقيناه حقا واننا وصلنا الى المسيح عندما يتغير مجرى حياتنا وتفكيرنا وتصرفنا ونظرتنا الى الامور.

 

 

 

 

اما النقطة الثانية فهي ان مريم ويوسف زوجان شرعيان والزواج يسمى الخطبة وقبل ان تنتقل مريم العروس الى بيت عريسها كما هي العادة في الشرع القديم تدخل الله ما يعني انه يرافق حياة البشر خطوة خطوة ولحظة بلحظة. تدخل الله لدعوة جديدة الزواج الشرعي ضروري ليولد المسيح من ام شرعية ومن زواج شرعي فيكون له ام بالطبيعة الإنسانية واب بالتبني فعرف يسوع انه ابن يوسف ومريم وسجل في سجل احصاءات اغسطس قيصر يسوع ابن يوسف ومريم من الناصرة فتحققت كل اقوال الأنبياء.

 

 

 

 

والفكرة الثالثة هي ان الله لا يغير الطبيعة، النعمة لا تغير الطبيعة انما ترفعها. يتدخل في حياتنا ليرفعها. لقد رفع الزواج الشرعي الى رسالة، هكذا في حياتنا انه يغير مجرى حياتي وليس حياتي لذلك على كل منا ان يبقى منفتحا لتصميم الله الخلاصي. كل منا له مخططه وتفكيره ومشاريعه ولكن يجب ان ابقي مكانا لتدخل الله وهذا يعني ان اصلي اتأمل استلهم الروح القدس واصغي الى نداءات الله لأعرف ماذا يريد مني. والسؤال الأجمل هو ما قاله شاوول ماذا تريد ان اصنع؟ كل يوم يجب ان اطرح هذا السؤال وهو يلهمني بما يريد هو ان اصنع هو سيد حياتي وهو دعاني لذلك انا بحاجة الى سماعه. نقطة الإنطلاق ونقطة الوصول تعني ان الله يتدخل في حياتي لذلك يجب ان ابقى منفتحا على هذا التدخل. وبتجسده في عائلة رفع المؤسسة الطبيعية العائلة الى رتبة سر وجعل حضور الله في الزواج والعائلة حضورا مقدسا يساعد ويقوي.

 

 

 

 

لقد اجتمعنا يا رب لنشكرك على نعمتك وحضورك في تاريخ البشر ولأنك اشركت كل واحد منا في بناء تاريخ الخلاص عبر تاريخنا البشري نشكرك على اسبوع زيارة الأعتاب الرسولية وما حملته من غنى وخير وفرح ولا سيما وقفتنا الإيمانية على ضريح القديس بطرس حيث جددنا ايماننا ونشكرك يا رب لأنك في مسيرة حياتنا تدخلت وانت توجهها باستمرار نسألك النعمة ان نبقى منفتحين الى ما تريده في حياتنا".

 

 

 

 

ومن روما يعود غبطة البطريرك الراعي غدًا الى بيروت يرافقه عدد من الاساقفة السبعة والثلاثين الذين شاركوا في زيارة الاعتاب الرسولية.

 

 

 

 

 

موقع بكركي.