افتتاح اعمال مؤتمر مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك بغداد «متفرقات

 

 

 

بدأ صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي رئيس مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، مشاركته في اعمال المؤتمر السادس والعشرين للمجلس الذي يعقد في العاصمة العراقية بغداد بضيافة غبطة البطريرك الكردينال مار لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل على الكلدان ومشاركة اصحاب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي، ابراهيم اسحق سدراك بطريرك الاسكندرية للاقباط الكاثوليك، يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، وكريكور بدروس العشرين بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك، وسيادة المطران وليم شومالي ممثلاً سيادة رئيس الاساقفة بيرباتيستا بيتزابيلّا المدبّر البابوي لكنيسة اللاتين في اورشليم وقدس الأب خليل علوان أمين عام مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، بحضور السفير البابوي في العراق المطران البرتو اورتيغا مرتين، كما دعيت للمشاركة الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتورة ثريا بشعلاني.

 

 

 

يعقد هذا المؤتمر تحت عنوان: "الشبيبة علامة رجاء في بلدان الشرق الاوسط" وتستمر اعماله حتى يوم الجمعة المقبل حيث يصدر عنه بيان ختامي يتلى بعد قداس احتفالي في كاتدرائية مار يوسف للكلدان.

 

 

 

 

استهل اليوم الاول بالذبيحة الالهية المشتركة في كنيسة البطريركية الكلدانية القى خلالها غبطة البطريرك الراعي تأملاً روحيًا بآية "تسكين العاصفة"، جاء فيه: "إن الكنيسة تواصل طريقها ورسالتها في بحر هذا العالم، ويسعدنا أن نبدأ مؤتمرنا في العراق العزيز بضيافة الكردينال البطريرك مار لويس روفائيل ساكو، كما يسعدنا ان نحيي كل اساقفة الكنيسة الكلدانية وشعبها المؤمن في بلدان الوطن والانتشار ومن اجلهم جميعا نقدم اليوم هذه الذبيحة الإلهية. كما شعرنا بفرح كبير لمشاركتنا امس في القداس مع اخوينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان والمطران يوسف عبا في كاتدرائية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك وصلينا مع الحضور لراحة نفوس الشهداء من جهة وازدهار كنائس العراق من جهة اخرى".

 

 

وأضاف غبطته: "ان السفينة هي الكنيسة والمسيح هو ربانها الأساسي الذي يقودها بواسطة رعاتها. وصرخة التلاميذ نجّنا يا ربّ هي صلاتنا اليوميّة. لقد إختبرت الكنيسة في العراق كل قوى الشرّ ولكن بفضل دماء الشهداء ودموع المهجرين صغارا وكبارا، اصحاء ومرضى، وبفضل كل الذين صلوا وتشردوا وتعذبوا واضطهدوا، ها هي الكنيسة تعود في كل مكان فتستعيد قواها وها هو السلام يطل بفجره بالرغم من كل القوى المعادية فيبقى علينا أن نواصل قيادة السفينة والكرازة بالإنجيل وتقديس النفوس بالأسرار وإعادة لم شمل العائلة كما لا بدّ من التعاون مع السلطات السياسية من أجل هذه الغاية".

 

 

 

 

وختم الكردينال الراعي سائلاً الله "ان يوقظ الضمائر النائمة ويحلّ السلام ويزيل الشرّ من كل مكان".

 

 

 

بعد ذلك كانت الجلسة الافتتاحية التي تحدّث فيها البطريرك ساكو مرحِّبًا بأصحاب الغبطة والمشاركين وقال: "انعقاد هذا المؤتمر لبطاركة الشرق الكاثوليك السادس والعشرين، ولأول مرة في العراق، له مغزى عميق ووقع على وجودنا المسيحي في هذه الظروف الصعبة والتحدّيات غير المسبوقة في نوعها. ان قدومكم الينا كرؤساء وآباء كنائس عريقة لهو حقاً تعبير قوي عن تضامنكم معنا، ووقوفكم الى جانبنا، في كل ما عانيناه ونعانيه من اضطهاد وقتل وتشريد وتهجير وهجرة. مجيئكم يشجـّع النازحين على العودة الى ديارهم ويشحن رجاءنا في البقاء والتواصل، والاحتفاظ بايماننا وهويتنا وأخلاقنا وتقاليدنا ولغتنا".

 

 

 

 

وتمنّى غبطته "ان يكون لقاؤنا هذا منعطف نعمة وبركة غزيرة للمسيحيِّين ولمواطنينا في هذا الشرق المتألم، ورجاءً بمستقبل أفضل للسلام والاستقرار، وبمجتمع اكثر ازدهاراً. تدعونا اليوم الضرورة القصوى، إلى بلورة رؤية مسيحيّة مشرقيّة موحدة تخطط لاستراتيجيّة الحفاظ على وجودنا ودورنا. علينا ان نكون اقوى من الانقسام، وان نرفع الحواجز النفسيّة والتاريخيّة ونحترم الاختلاف في الرؤى والأفكار، والذي هو أمرٌ طبيعيّ، فنحقق وحدة كنائسنا الضروريّة والمصيريّة، والتي فضلاً عن كونها استجابة لأمنية يسوع المسيح (يوحنا 17/27)، فإنها سوف تساعدنا على بلوغ حضور اكثر تأثيراً على المستقبل، خصوصاً في هذه الظروف، حيث نواجه تحديات ضاغطة، منها على سبيل المثال، لا الحصر، الهجرة والاكثر جسامة في هذه التحدّيات هو التطرف الديني".

 

 

 

 

وختم البطريرك ساكو: "لقاؤنا هذا هو دعوة لكل الكنائس في المنطقة ان تتعاون على بلورة لاهوت المهجرين والمهاجرين، ولاهوت العودة والاحتفال بعملية البناء والتجديد. هذا اللاهوت -الروحانية ينطلق من الرجاء المسيحي، الذي يمثل نقاط الضوء التي ينبغي ان تكبر وتنتشر وان نتمسك بها. كما ان هذا المؤتمر هو في ذات الوقت، رسالة الى العراقيين وشعوب المنطقة العربية لمناهضة التعصب وتعزيز الحوار، وإشاعة قيم السلام والمواطنة وترسيخ مبادئ العيش المشترك من خلال الاعتراف بالآخر وقبوله واحترام خصوصيته، هذه الثقافة التي تكاد تخلو منها مجتمعاتنا في المنطقة".

 

 

 

 

وكان الآباء قد شاركوا بعيد وصولهم مساء أمس الى بغداد بقداس إلهي ترأسه غبطة البطريرك مار يوسف الثالث يونان، في كاتدرائية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك ورفعوا الصلاة لراحة نفوس شهداء المجزرة الوحشية التي حصلت في الكنيسة منذ ثماني سنوات وقد دوّنت اسماؤهم على جدران الكنيسة بعد ترميمها.

 

 

 

فوسط حملة الشموع والمؤمنين الذين احتشدوا في باحة الكنيسة سار البطاركة سيرا" على الأقدام من امام باحة مطرانية السريان الكاثوليك وصولا" الى الكاتدرائية على وقع عزف الكشافة وإنشاد التراتيل.

 

 

 

 

في بداية القداس القى المطران يوسف عبا كلمة رحّب فيها بأصحاب الغبطة البطاركة على أرض العراق وفي كاتدرائية سيدة النجاة التي تعمدت بدماء الشهداء مؤكدا" ان" الكل يلتقي فيها لتقديم الشكر للرب على كل نعمه وعطاياه، ٱملا أن يتم إنجاز ملف دعوى تطويب شهداء سيدة النجاة من جهة ونجاح أعمال مؤتمر مجلس البطاركة من جهة ثانية.

 

 

 

 

وبعد الانجيل المقدس، كانت عظة للبطريرك يونان قال فيها: "أتينا لنصلي معكم اليوم وجئنا وكلنا شوق لرؤيتكم لنقيم وإياكم الذكرى الثامنة لشهداء مجزرة كاتدرائيّة سيدة النجاة في بغداد، جئنا لنفتتح إجتماعنا السنوي في كاتدرائية ام الشهداء، نعم لكي نعطي رسالة ونؤكد ثباتكم في ارضكم رغم التحديات، ولا زلنا نتعلم منكم الصبر في الرجاء".

 

 

 

 

واضاف غبطته: "إننا واثقون ان التضحيات التي قدمت لن تزول عبثا" لأن الله لا بد من ان يصغي لتنهداتكم كي يولد العراق من جديد، عراق ينعم بالديموقراطية والمواطنية الحقة دون تمييز." وتوجه الى المسؤولين بالقول: "إن مسيرة بلادنا ومستقبلها الحضاري لا يتحققان إلا بإحترام حقوق المواطنين حسب شرعة حقوق الانسان ولن يكون هناك سلام وعدل في عالمنا إن لم تحترم حقوقنا ويزول العنف محييا اصحاب الغبطة البطاركة على حضورهم العراق بضيافة البطريرك الكردينال مار لويس روفائيل ساكو".

وبعد القداس وضع البطاركة إكليلا من الورد على النصب التذكاري لشهداء مجزرة سيدة النجاة رافعين الصلاة والبخور لراحة نفوسهم.

 

 

 

موقع بكركي.