البابا فرنسيس يتحدث عن شخصية القديس متى العشار «متفرقات

 

 

إحتفل البابا فرنسيس صباح يوم الجمعة بالقدّاس في كابلة بيت القدّيسة مرتا بدولة حاضرة الفاتيكان وتوقف في عظته عند شخصيّة القدِّيس متى العشَّار الذي اختاره الله وجعله رسولا.

 

 

 

 

 

لفت فرنسيس إلى أنَّ الشعب كان ينظر إلى هذا الرجل كخائن، لأنه خان وطنه بسبب حبه للمال، ويمكن أن يعتبر البعض أن الربّ لم يعرف كيف يختار رسله، خصوصًا وأنه اختار رجالاً آخرين منتشلاً إيّاهم من الأوضاع الأشد احتقارًا. وقد فعل هذا الأمر مع المرأة السامريّة كما مع العديد من الرِّجال الخطأة وجعل منهم رسله. وأشار البابا في هذا السياق إلى أنَّه في حياة الكنيسة نشهد كثيرًا من المسيحيِّين والقدِّيسين الذين تمَّ اختيارهم من الأماكن الوضيعة جدًا، ولذا لا بدَّ أن يُدرك المؤمن من أين تمّ اختياره ليصير مسيحيًّا، وينبغي أن يتذكّر خطاياه على الدوام وكيف رحمه الرب واختاره ليصبح مسيحيًّا ورسولاً له.

 

 

 

بعدها توقّف البابا عند ردَّة فعل متّى العشَّار لدى دعوة الرّبّ له فهو لم يرتد الملابس الفاخرة ولم يقل للآخرين إنّه هامة الرسل وإنه في موقع التسلط. لا بل على العكس عمل كلّ حياته من أجل خدمة الإنجيل. وأكّد البابا فرنسيس أنّ الرسول وعندما ينسى من أين أتى يبتعد عن الرب ويتحوّل إلى موظّف عاجز عن نقل يسوع إلى الآخرين، قد ينجح في ترتيب الشؤون الرعويَّة لكنّه يصبح انتهازياً في ملكوت الله لأنّه نسى أين كان عندما اختاره الرب.

 

 

 

هذا ولفت البابا إلى أن الإنسان وعوضا عن النظر إلى خطاياه يميل نحو رؤية خطايا الآخرين والكلام عنهم، هذه عادة تضر بالإنسان. وشدّد البابا فرنسيس على أنّه من الأفضل أن يتهم المرء نفسه، متذكرًا أين كان عندما اختاره الله، وأوصله إلى هذا المكان وذكّر البابا المؤمنين بأن كون الإنسان مسيحيًّا أمر عظيم وجميل جداً، مع ذلك يختار البعض الابتعاد عن الله والمكوث في منتصف الدرب. كما أن الإنسان ينقصه السخاء ويتفاوض مع الرب الذي ينتظره.

 

 

تابع البابا عظته مشيرًا إلى أن القدّيس متى، ولدى دعوة الرّبّ له، تخلّى عمَّا كان يُحبّ، أي المال، من أجل اتباع يسوع. وقد دعا أصدقاءه العشارين إلى تناول طعام الغداء معه في مأدبة أعدها احتفالاً بالمعلم. وشارك في تلك المأدبة أسوأ الأشخاص في مجتمع ذلك الزمان وكان يسوع حاضرًا بينهم. وقد سبب هذا الأمر فضيحة لمعلمي الشريعة، فسألوا التلاميذ لماذا يتناول معلمهم الطعام مع الخطأة معتبرين أنّه يُدنس بهذه الطريقة. فأجاب يسوع داعيًا إيّاهم إلى أن يتعلموا ما معنى "أريد رحمة لا ذبائح". وختم البابا فرنسيس عظته مذكرًا بأن الرّبّ يقول لهؤلاء الأشخاص إن الأصحّاء لا يحتاجون إلى طبيب بل المرضى، كما أن إدراك رحمة الله هو أعظم وأجمل سرّ، إنّه قلب الله الذي تقود إليه درب الرَّحمة.  

 

 

إذاعة الفاتيكان.