البابا فرنسيس يلتقي أعضاء حركة التجدد بالروح القدس «متفرقات




البابا فرنسيس يلتقي أعضاء حركة التجدد بالروح القدس





إلتقى قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الجمعة أعضاء حركة التجدد بالروح القدس في ساحة القديس بطرس في مبادرة صلاة حملت عنوان "دروب وحدة وسلام. أصوات مصليّة من أجل شهداء اليوم ومن أجل مسكونيّة روحيّة" وبعد أن استمع الأب الأقدس لشهادات حياة بعض المشاركين ألقى كلمة للمناسبة رحّب بها بضيوفه وشكرهم على حضورهم وتلبيتهم للدعوة التي وجّهها لهم في كانون الثاني يناير الماضي.


قال البابا فرنسيس إن التجدّد بالروح القدس ليس حركة خاصة أي أنه ليس حركة بالمعنى السوسيولوجي العام إذ أنه ليس لديه مؤسسين وليس متطابقًا بل يحتوي على العديد من الوقائع المختلفة وبالتالي فهو تيار نعمة ونفحة تجدّد بالروح القدس لجميع أعضاء الكنيسة، علمانيين ورهبان وكهنة وأساقفة.


أضاف الحبر الأعظم يقول لقد تحدثت في لقاء السنة الماضية في استاد روما الأولمبي عن الوحدة في التنوّع وقد أشرت إلى مثال الأوركسترا، ولكن لا يكفي أن نتكلّم عن الوحدة لأنها ليست مجرّد أي وحدة، فالنموذج هو الموشور الذي يعكس تلاقي جميع الجهات التي تحافظ كلٌّ على أصالتها وهذه هي المواهب في الوحدة في التنوع وبالتالي من الأهميّة بمكان أن نشير إلى هذا التنوع لأنه عمل الروح القدس وليس عملنا. وحدة في التنوع والحقيقة أي في يسوع نفسه. وما هي العلامة المشتركة للذين ولدوا مجددًا من تيار النعمة هذا؟ يتحولون إلى رجال ونساء جدد وهذه هي معموديّة الروح!


أضاف الأب الأقدس يقول ولكن أيّها الإخوة والأخوات الأعزاء هناك تجربة كبيرة للمسؤولين – بالرغم من أنني أفضل تسمية خدام لأنهم يخدمون – وهذه التجربة التي يتعرّض لها الخدام تأتي من الشرير وهي تجربة أن يعتقدوا بأنه لا غنى عنهم. هذه التجربة تجعلهم يتمسكون بمراكزهم معتبرين بأنه لا يمكن استبدالهم. ولكن ليكن هذا الأمر واضحًا بالنسبة لنا: وحده الروح القدس لا يمكننا الاستغناء عنه في الكنيسة ويسوع وحده هو الرب.


إن خدمة المسؤولين مهمّة جدًّا إذ إنهم ينمّون وينضّجون روحيًّا وراعويًّا الذين سيستلمون مكانهم من بعدهم لأنه من المناسب أن يكون لجميع الخدمات في الكنيسة فترة محدّدة وألا تكون لمدى الحياة كما يحصل في البلدان الديكتاتورية، فيسوع يقول لنا: "تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب"، وبالتالي فهذه التجربة هي من الشيطان لأنها تجعلنا نتحول من خدام إلى أسياد وتجعلنا ننزلق في الكبرياء.


 أما بالنسبة للمؤسسين الذين نالوا من الروح القدس موهبة التأسيس فهؤلاء لديهم واجب الإهتمام بهذه الموهبة وتنميتها في جماعاتهم. فالمؤسسون هم الذين يعطون الوحي ولكن ينبغي عليهم أن يسمحوا للأمور بأن تسير قدمًا. فأنتم الذين عشتم هذه الخبرة تقاسموها مع الكنيسة. وهذه هي الخدمة الأعظم والأهم التي يمكنكم أن تقوموا بها في الكنيسة. ساعدوا شعب الله ليعيش اللقاء الشخصي مع يسوع المسيح الذي يغيّرنا ويحولنا لرجال ونساء جدد ومتواضعين وإنما فعّالين لأن الروح القدس يعمل من خلالهم.


وفي هذا الإطار أطلب منكم أن تبادروا في خلق روابط ثقة وتعاون مع الأساقفة الذين يحملون المسؤوليّة الراعوية لقيادة جسد المسيح بما فيه التجدد بالروح القدس. باشروا بهذه المبادرات الضروريّة ليصار بين جميع الجماعات الإيطالية التي ولدت من تيار النعمة هذا إلى ترابط ثقة وتعاون فيما بينها ومع الأساقفة حيث وجدت، إذ إن إحدى العلامات القويّة في التجدد بالروح القدس هي البحث عن وحدة جسد المسيح.


فأنتم تملكون نعمة خاصة للصلاة والعمل من أجل وحدة المسيحيين لأن تيار النعمة يعبر في جميع الكنائس المسيحيّة ووحدة المسيحيين هي عمل الروح القدس وبالتالي ينبغي علينا أن نصلّي معًا وهذه هي المسكونية الروحيّة، مسكونيّة الصلاة. فالوحدة تبدأ أولاً بالصلاة ومن ثم هناك اليوم أيضًا دم الشهداء الذي يوحدنا وهذه هي مسكونيّة الدم. 


وختم الأب الأقدس كلمته بالقول اسمحوا للروح القدس بأن يقودكم في تيار النعمة هذا الذي يسير إلى الأمام ويبحث دائمًا عن الوحدة. تذكّروا لا أحد بينكم هو السيّد، ويسوع هو الرب! أذكركم أن التجدد بالروح القدس هو نعمة العنصرة للكنيسة بأسرها. تذكروا بأن الوحدة هي في تنوع الروح القدس وبأن الخبرة المشتركة للمعمودية بالروح القدس هي رابط الأخوة المباشر مع الأسقف الأبرشي.


صلوا معًا ومع المسيحيين الآخرين واعملوا معًا ومع المسيحيين الآخرين من أجل الفقراء والمعوزين. وأضاف البابا يقول أدعوكم جميعًا مع جميع الذين يرغبون في المشاركة في عيد العنصرة في عام 2017 إلى ساحة القديس بطرس لنحتفل معًا باليوبيل الذهبي لتيار النعمة هذا. إنها مناسبة للكنيسة، كما قال الطوباوي بولس السادس في بازيليك القديس بطرس عام 1975: سنجتمع لنشكر الروح القدس على تيار النعمة هذا الذي هو للكنيسة والعالم ولنحتفل بالعظائم التي صنعها الروح القدس لخمسين سنة خلت مُغيرًا حياة ملايين المسيحيين.