البابا يوقع الارشاد الرسولي ما بعد سينودس الشباب «متفرقات

 

 

 

وصل البابا فرنسيس لوريتو عند التاسعة من صباح يوم الاثنين وترأس القداس الإلهي في البيت المقدس ووقّع في نهاية القداس الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس المخصص للشباب، ويحمل عنوان Christus vivit.

 

ثم وجه الأب الأقدس كلمة إلى المؤمنين المحتشدين أمام المزار المريمي استهلها بالقول إن كلمات الملاك جبرائيل لمريم "افرحي أيَّتُها المُمتلئة نعمة" (لوقا 1، 28)، يتردد صداها بشكل فريد في هذا المزار، المكان المميّز للتأمل في سرّ تجسد ابن الله. فهنا، تُحفظ الجدران التي، وبحسب التقليد، تأتي من الناصرة حيث قالت العذراء القديسة "نعَمَها" لتصبح أمّ يسوع.

 

وتابع الأب الأقدس كلمته موجها تحية إلى السلطات والمطران فابيو دال تشين رئيس أساقفة لوريتو والأساقفة والكهنة والأشخاص المكرسين، خاصا بالذكر الآباء الكبوشيين الموكلة إليهم حراسة هذا المزار، كما حيّا سكان لوريتو والحجاج الحاضرين، وقال: إلى واحة الصمت والتقوى هذه، يأتي كثيرون، من إيطاليا وكل أنحاء العالم، لانتهال قوة ورجاء. وأفكِّرُ بنوع خاص بالشباب والعائلات والمرضى.

 

 

 إن البيت المقدس هو بيت الشباب إذ تواصل هنا مريم العذراء الشابة الممتلئة نعمة، التحدث إلى الأجيال الجديدة، مرافقة ًكل واحد في البحث عن دعوته الخاصة. ولذا، أردتُ أن أوقِّعَ هنا الإرشاد الرسولي، ثمرة السينودس المخصص للشباب. وعنوان هذا الإرشاد الرسولي "Christus vivit".  وأشار إلى أنه في حدث البشارة تبان ديناميكية الدعوة التي ظهرت في ثلاث لحظات طبعت السينودس: الإصغاء إلى كلمة الله، التمييز والقرار، وقال إن اللحظة الأولى هي الإصغاء وتظهر في كلمات الملاك "لا تخافي يا مريم... فَستحمِلينَ وتَلدِينَ ابنًا فسَمِّيهِ يسوع" (لوقا 1، 30 – 31)، وأضاف أن الله هو الذي يأخذ دائما مبادرة الدعوة لاتِّباعه، وأشار إلى أنه ينبغي أن نكون مستعدين وجاهزين للإصغاء إلى صوت الله.

 

توقف البابا فرنسيس من ثم عند اللحظة الثانية في كل دعوة وهي التمييز، والمعبَّر عنها في كلمات مريم "كيفَ يكونُ هذا" (لوقا 1، 34)، وأشار إلى أن مريم لا تشك؛ فسؤالها ليس عدم إيمان، إنما يعبّر عن رغبتها في اكتشاف "مفاجآت" الله. 

 

هو موقف التلميذ: فكل تعاون بشري مع مبادرة الله المجانية ينبغي أن يدفع إلى تعميق قدراتنا مع إدراك أن الله هو الذي يعطي دائما. وتابع الأب الأقدس كلمته متوقفًا عند النقطة الثالثة وهي القرار الذي، وكما قال، يطبع كل دعوة مسيحية، ويظهر في جواب مريم للملاك "فليكُنْ لي بحَسَبِ قولِك"(لوقا 1، 38). 

 

"النعم" التي قالتها مريم لمشروع الله الخلاصي الذي تحقق من خلال التجسد، هي تسليم حياتها إليه، وأضاف أنها "نَعَم" الثقة الكاملة،  إن مريم هي المثال لكل دعوة والملهمة لراعوية الدعوات. فبإمكان الشباب الذين يبحثون أو يتساءلون عن مستقبلهم، أن يجدوا في مريم مَن يساعدهم في تمييز مشروع الله لهم والقوة للإنضمام إليه.

 

تابع البابا فرنسيس كلمته قائلا أُفكِّرُ في لوريتو كمكان مميز حيث بإمكان الشباب أن يأتوا ليبحثوا عن دعوتهم في مدرسة مريم. ودعا الأب الأقدس الإخوة الكبوشيين إلى إطالة وقت فتح البازيليك والبيت المقدس حتى المساء المتأخر وبداية الليل عندما تكون هناك مجموعات من الشباب الذين يأتون للصلاة ولتمييز دعوتهم.

 

هذا وأشار البابا فرنسيس إلى أن بيت مريم هو أيضًا بيت العائلة، وشدد على أهمية رسالة العائلة المؤسسة على الزواج بين رجل وامرأة.  الخبرة المنزلية للعذراء القديسة تشير إلى أن العائلة والشباب ليسا مجالين متوازيين لراعوية جماعاتنا، بل ينبغي أن يسيرا في اتحاد وثيق.

 

 إنّ بيت مريم هو بيت المرضى. فهنا يجد الاستقبالَ من يتألم في الجسد والروح، وتحمل الأمّ للجميع رحمة الرب من جيل إلى جيل. والبيت والعائلة هما العلاج الأول للمريض، في محبته ودعمه وتشجيعه والاعتناء به.

 

وفي ختام كلمته إلى المؤمنين أمام مزار لوريتو المريمي قال البابا فرنسيس لتساعد العذراء القديسة الجميع، لاسيما الشباب، على السير على درب السلام والأخوّة المؤسَّسين على الاستقبال والمغفرة، احترام الآخر والمحبة التي هي عطاء الذات. لتهب أمّنا، العائلات البركة وفرح الحياة. ولتحمل مريم، ينبوع كل عزاء، المساعدة والتعزية لجميع من يعانون. هذا ثم تلا قداسة البابا فرنسيس مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي.

 

 

إذاعة الفاتيكان