البطريرك الراعي يترأس قداس الاحد في كنيسة مار مارون - روما «متفرقات

 

 

البطريرك الراعي يترأس قداس الاحد في كنيسة مار مارون - روما

 

 

 

هنأ غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعيد الاستقلال الوطني آملاً في ان يؤدي حل الازمة الدستورية الأخيرة الى حلول سياسية ووطنية.

 

كلام غبطته جاء خلال الإحتفال بقداس الأحد الذي ترأسه في كنيسة مار مارون - روما، على نيّة لبنان بمناسبة عيد الاستقلال الوطني، وقد عاونه فيه المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي المطران فرنسوا عيد ونائبه المونسنيور طوني جبران ورؤساء الوكالات الرهبنانية ولفيف من الكهنة والرهبان بحضور سفيرة لبنان لدى ايطاليا ميرا الضاهر والقائم باعمال سفارة لبنان لدى الكرسي الرسولي السفير البير سماحة وحشد من ابناء الرعية.

 

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة توقف فيها عند مناسبات ثلاث:

 

الأوّلى، ليتورجيّة وهي بشارة زكريا.

 

الثانية، كنسيّة وهي الاحتفال باليوم العالميّ للفقراء.

 

والثالثة وطنيّة، وهي الإحتفال بعيد إستقلال لبنان.

 

1- من خلال بشارة زكريا يبدأ زمن المجيء بحسب الطقس المارونيّ. هذا الحدث الإنجيليّ يُبيّن ثلاث حقائق:

 

الأوّلى، أمانة زكريا وأليصابات تجاه الله، وهي تتجلّى في المحافظة على الشرائع والقوانين، ومن خلال مسلكهم الصحيح في الحياة على الرغم من أنّهم حُرِموا من ثمرة الأولاد، وهذا يُشكّل عارًا بالنسبة لهم. إنّه نِداء لنا جميعًا لنبقى أمناء لله، على الرغم من كلّ ظروف حياتنا حسنةً كانت أم سيّئة، مُفرحة أم حزينة.

 

الثانية، أمانة الله لوعده، وتتجلّى في الإستجابة لصلاة زكريا بإعطائه ولدًا. وهنا تتجلّى قيمة الصلاة التي لا تُخيّب أبدًا. فبالصلاة نرفع إلى الله عقولنا وقلوبنا بروحٍ بنويٍّ وواثق. إنّ قمّة الصلاة هي في إستلهام تحقيق مشيئة الله، كما علّمنا الربّ يسوع في صلاة الأبانا.

 

الثالثة، إنّ عطية الله تتخطّى رغباتنا وتطلعاتنا. لأنّ الله يُعطي من غير قياس. إنّ العطية لذكريا وأليصابات هو يوحنا المعمدان السابق، والذي هيأ الطريق للمسيح المُخلّص والفادي. وهو أوّل من أعلن إنجيل التوبة وإعلان ملكوت الله. قال عنه الربّ يسوع أنّه الأعظم بين مواليد النساء. هو الفجر الذي يُعلن بذوغ الشمس. نحن مدعوون كي نعترف بنعم الله المُفاضة مجانًا علينا وعلى الآخرين، وبالتالي أن نُثمّنها ونثمّرها.

 

 

2-  اليوم العالميّ للفُقراء.

 

إنّ البابا فرنسيس أعلنه في ختام يوبيل الرحمة لكي تكون الجماعات المسيحيّة في العالم كلّه علامةً حيةً لمحبّة المسيح للبعيدين وللذين هم بأمسّ الحاجة. إنّ رسالة البابا في هذا اليوم العالميّ تحمل العنوان الآتي: "إنّ محبتنا ليست بالكلام، بل بالعمل"، حسب قول الرسول يوحنا (1يو 3/18). إنّ محبتنا للفقراء التي تتجلّى في الأعمال والمُبادرات، يقول البابا، تستند إلى حجري الزاوية:

 

1.  إنّ الله قد أحبّنا أولاً (1يو 4/10-19)

 

2.  أحبّنا الله حتى أنّه بذل ذاته من أجلنا (1يو 3/16)

 

 لا يستثني أحد نفسه من مُساعدة الفُقراء والمُحتاجين، ماديًا كان أم أخلاقيًا أم روحيًا أم ثقافيًا أم سياسيًا، فالفقر يحمل أوجه كثيرة.

 

 

3-  عيد الإستقلال الوطنيّ.

 

يحتفل اللبنانيون، أينما تواجدوا، في 22 تشرين الثاني بعيد استقلال لبنان، بلدهم الحبيب. وهنا في إيطاليا، نحن سعيدون أن نحتفل بهذا العيد مع سفيرَينا لدى إيطاليا ولدى الكرسيّ الرسوليّ. إنّي أُحيّي بحرارةٍ، مع كلّ واحدٍ منكم، السيّدة ميرا ضاهر، السفيرة الجديدة لدى دولة إيطاليا، أحييها مع إبنيها. مُتمنيًا لها نجاحًا كاملا في مهمتها الدبلوماسيّة. كما وأُحيي السيد ألبير سماحة، سفير لبنان في سلطنة عمان، القائم حاليًا بالأعمال لدى الكرسيّ الرسوليّ، بإنتظار وصول السفير الجديد السيّد أنطونيو عنداري.

 

اننا من خلال أعزائنا السفراء، ومعكم جميعًا نتقدّم بالتهاني الى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

 

إنّ فرحة اللبنانيين تأتي مزدوجة، الأولى بالعيد نفسه، والثانية في عودة دولة رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري بعد فترة أسبوعين كان قد أمضاها في المملكة العربية السعودية، حيث قدّم من هناك إستقالته.

 

نحن نُسأل الله أن يؤدّي حلّ هذه الأزمة الدستورية الى حلولٍ للأزمات السياسية والوطنيّة عندنا. إنّنا نُصليّ من أجل صون الإستقرار وتمتين الوحدة الوطنية، ومن أجل أن يُحافظ لبنان على رسالته وسط المُجتمع الإقليمي والدوليّ، كواحة لقاء وحوار بين الأديان والثقافات والحضارات، وذلك من خلال نظامه السياسيّ القائم على التعدّدية الثقافية والدينيّة وعلى الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان والحريّات العامّة.

 

نسأل الله ذلك بشفاعة أمنا مريم العذراء سيدة لبنان ومار مارون، وعلى مقربة من ضريحَي الرسولّين بطرس وبولس، لمجد الثالوث الأقدس، الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد له المجد إلى الأبد، آمين.

 

 

موقع بكركي.