الرياضة الروحية للبابا فرنسيس «متفرقات

 

 

 

 

 

بدأت عصر الأحد الرياضة الروحية السنوية للأب الأقدس وأعضاء الكوريا الرومانية في بيت المعلّم الإلهي في أريتشا والتي يقدّم تأملاتها هذا العام الراهب البنديكتاني برناردو فرنشيسكو ماريا جاني، رئيس دير سان مينياتو آلمونتيه والتي تتمحور حول موضوع "مدينة الرغبات المتحمّسة: من أجل نظرة وتصرّفات فصحيّة في حياة العالم".

 

 

 

 

وفي تأمّله الافتتاحي انطلق الأب برناردو فرنشيسكو ماريا جاني من شعر للكاتب ماريو لوتزي تحت عنوان "نحن هنا من أجل ذلك" وانطلاقًا من مدينة فلورنسا التي تشكّل مكانًا جغرافيًّا للنعمة كما يصفها جورجيو لابيرا "رئيس البلديّة القديس"  بحسب الراهب البنديكتاني؛  ودعا رئيس دير سان مينياتو آلمونتيه الأب الأقدس ومعاونيه للذهاب إلى فلورنسا ليتفحّصوا علامات حضور الله في المدينة.

 

 

 

من هنا حثّ الأب برناردو فرنشيسكو ماريا جاني على التحلّي بنظرة نعمة وامتنان ونظرة إيمان على مدينة غالبًا ما تقدّم رمادًا لنار يبدو أنها قد خمدت ولم تعد تتّقد. وبالتالي فالدعوة هي للتحلّي بنظرة نحو العلى ليس لكي نقع في تجارب الشرير الذي يريدنا أن نمتلك أمور هذا العالم ونسيطر عليها وإنما النظرة التي يولِّدها الروح القدس وكلمة الرب، نظرة تأمّل وامتنان وسهر إذا لزم الأمر ونبوءة؛ وهي نظرة لا تتعب من رؤية مدننا التي تحوّلت إلى صحاري.

 

 

 

 

 

نظرة شرح الأب برناردو فرنشيسكو ماريا جاني تحث على إعادة إشعال النار لكي نعطي مجدّدًا حياة حقيقية في المسيح وفي الإنجيل؛ ومدن بفضل محبّة الكنيسة وقداسة الكنيسة يمكنها ويجب عليها أن تتّقد مجدّدًا بنار المحبّة، وقال هذه هي المساهمة المتواضعة التي أريد أن أسلّمها من قلبي لكلِّ فرد منكم: نظرة سرٍّ حول فلورنسا لكي يكون عملنا الراعوي واعتناءنا بالأشخاص الذين أوكِلوا إلينا والشعب الذي أوكل إلينا لا بل يمكنني القول البشريّة التي أوكلها الرب لنا شعلةً حيّة لرغبة متحمِّسة وتعود مدننا لتصبح حديقة جمال وسلام وعدالة وتناغم.

 

 

 

 

وإذ استشهد بقول المتصوّف ريكاردو دي سان فيتّوريه "حيث هناك الحب هناك أيضًا تكون النظرة" ذكّر رئيس دير سان مينياتو آلمونتيه بضرورة التعرُّف على العلامات والإشارات التي لا يتعب الرب أبدًا من تركها لنا خلال عبوره في تاريخنا وحياتنا. وفي هذه المحبة بالذات ينبغي علينا أن نفهم نظرة جورجيو لابيرا إلى فلورنسا ونظرة يسوع إلى أورشليم وجميع الأشخاص الذين كان يلتقي بهم. وجهة نظر تبعث "ديناميكيّة فصحيّة" وتجعلنا ندرك أنَّ اللحظة التاريخيَّة هي خطيرة لأنَّ النفَسَ الشامل للأخوّة يظهر ضعيفًا جدًّا، فيما أن قوّة الأخوّة هي الحدود الجديدة للمسيحيَّة.

 

 

 

 

 

وإذ ذكّر بأن الأنسنة، كما يشدِّد البابا فرنسيس، هي على الدوام انطلاقًا من المسيح، دعا الأب برناردو فرنشيسكو ماريا جاني إلى توجيه النظر إلى وجه يسوع المائت والقائم من الموت الذي يعيد تركيب بشريّتنا حتى تلك المفتتة بسبب تعب الحياة أو المطبوعة بالخطيئة. إنّها صورة وجه الرحمة، وقال لنسمح له بأن ينظر إلينا. يسوع هو أنسنتنا، لنسمح له أن يسائلنا على الدوام بسؤاله: "وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟". لنسمح له بأن ينظر إلينا لكي نتعلّم أن ننظر كما ينظر إلينا. على سبيل المثال: نظر إلى الشاب الغنيّ وأحبَّه؛ وتبادل النظرات مع زكا العشار الذي صعد إِلَى جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ يَرَاهُ، فَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْمَكَانِ، نَظَرَ إِلَى فَوْقُ فَرَآهُ.

 

 

 

 

نظرة تزيل أيضًا خوف عدم التعرف على الرب الذي يأتي كما يكتب القديس أغوسطينوس، نظرة تغيِّر القلب. فإن لم تتنبّه لقلبك فلن تعرف أبدًا إن كان يسوع قد جاء إليك أم لا. وبالعودة إلى القديس أغوسطينوس نظرة اعتناء بالقلب وهو أحد الأهداف المهمّة في هذه الأيّام: القلب المتنبّه الذي يتوب وينفتح على اكتشاف حضور الله في تاريخنا وكيفيَّة انفتاحه على الرَّجاء المنشود. وذكّر رئيس دير سان مينياتو آلمونتيه برسالة المكرّسين المدعوّين إلى حياة بسيطة ونبويّة في بساطتها يكون فيها الرَّب على الدوام نصب عيونهم وبين أيديهم ويكونون بغنى عن أي شيء آخر. وقال يسوع هو الحياة وهو الرَّجاء وهو المستقبل. والحياة المكرّسة هي هذه الرؤية النبويّة للكنيسة، إنّها نظرة ترى الله حاضرًا في العالم حتى وإن كان العديد لا يتنبهون لحضوره. هكذا قال لنا البابا فرنسيس في الثاني من شباط الماضي ولكنني أعتقد أن صدى هذه الكلمات يتردّد اليوم هنا لنا جميعًا.  

 

 

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.