انغلاق وانفتاح «متفرقات

 

 

 

"سنجد على الدوام في تاريخ الإنسان مقاومة ضدَّ الرُّوح القدس ومعارضة للحداثة والتغيير" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القدَّاس الإلهيّ صباح يوم الثلاثاء في كابلة بيت القدِّيسة مرتا بالفاتيكان وتوقَّف خلالها عند المواقف المختلفة التي يتبنّاها الإنسان إزاء حداثة الرَّبِّ الذي يأتي للقائنا على الدَّوام حاملاً لنا شيئًا جديدًا ومميّزًا.

 

 

قال البابا فرنسيس في الإنجيل يشدّد الإنجيليّ يوحنّا (20/ 22 -30) على انغلاق علماء الشريعة، موقف يصبح تشدّدًا وقساوة. إنّهم أشخاص يضعون أنفسهم في المحور وحسب وهم هامدين إزاء عمل الرُّوح القدس وغير حسَّاسين إزاء الحداثة، ويشدّد البابا بشكل خاص على عدم قدرتهم على تمييز علامات الأزمنة وعلى كونهم عبيد للكلمات والأفكار.

 

 

وبالتالي هم يعودون إلى السُّؤال عينه، وهم غير قادرين على الخروج من عالمهم ويعيشون سجناء أفكارهم. لقد نالوا الشريعة التي كانت حياة ولكنّهم "قطّروها" وحوّلوها إلى إيديولوجيّة وهكذا يدورون ويراوحون مكانهم وهم غير قادرين على الخروج وكلّ حداثة تشكّل تهديدًا بالنسبة لهم.

 

 

 أمَّا أبناء الله فيختلفون عنهم تمامًا بالرُّغم من أنّهم قد يُظهرون بعض التحفظات في البداية ولكنّهم أحرار وقادرون على وضع الرُّوح القدس في الوسط. ومثال التلاميذ الأوائل في أعمال الرسل (19/11-26) يُظهر طاعتهم للحداثة واستعدادهم لزرع كلمة الله حتى خارج إطار المخطط الاعتيادي لـ"هكذا اعتدنا على فعل الأمور". لقد كانوا طائعين للرُّوح القدس لكي يحقـِّقوا تغييرًا قويًّا يتمحور حول الرُّوح القدس لا الشّريعة.

 

لقد كانت الكنيسة في حركة دائمة، كنيسة تذهب أبعد من ذاتها. لم تكن مجرّد مجموعة من النخبة وإنّما كنيسة مرسلة، وتوازن الكنيسة، إذا صحَّ القول هو في هذه الحركة، في الأمانة للرُّوح القدس. هناك من يقول أنَّ توازن الكنيسة يشبه توازن الدرَّاجة: إن كانت تسير فما من مشكلة ولكن إن تركتها تقع. إنّه مثل جيّد.

 

 

 انغلاق وانفتاح: نقيضان يصفان كيف يمكن للإنسان أن يتصرّف إزاء نفحة الرُّوح القدس.

 

الموقف الثاني هو موقف التلاميذ والرُّسل وبالتالي فالتحفُّظ في البداية ليس بشريًّا وحسب بل هو أيضًا الضمانة بأنّهم لن يسمحوا لأي شيء بأن يخدعهم ومن ثم ومن خلال الصَّلاة والتمييز يجدون السبيل.

 

وبالتالي سيكون هناك على الدوام مقاومة ضدّ الرُّوح القدس، دائمًا وحتى النهاية. ليعطنا الرَّبُّ النعمة لنقاوم ما ينبغي مقاومته أي ما يأتي من الشرير وما ينتزع منّا الحريّة ولنعرف كيف ننفتح على الحداثة التي تأتي من الله بقوّة الرُّوح القدس وليعطنا النعمة لنميِّز علامات الأزمنة لنأخذ القرارات التي ينبغي علينا اتّخاذها في تلك اللّحظة.  

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.