زيارة الاعتاب الرسولية اليوم الخامس «متفرقات

 

 

 

لليوم الخامس على التوالي تابع غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي على رأس اساقفة الكنيسة المارونية زيارة الاعتاب الرسولية التي تتضمن ايضًا زيارة المجامع والمجالس البابوية في الفاتيكان. واستهل اليوم الجمعة 23 تشرين الثاني 2018، بزيارة مجمع التربية الكاثوليكية ولقاء امين سرّه سيادة المطران انجلو فنشنسو زاني الذي رحب بالبطريرك والاساقفة عارضًا لنشاط المجمع ولسبل التعاون مع الكنيسة المارونية لافتا الى الدور العالمي لهذه الكنيسة التي اصبح ابناؤها في كل مكان من العالم. ثم توجّه الآباء الى المجلس الحبري لتفسير النصوص القانونية حيث عقدوا لقاء مع رئيس المجمع المطران فيليبو يانوني الذي اعرب عن سروره بلقاء رئيس واعضاء مجمع الكنيسة المارونية ثم عرّف بالمجلس وبمجال عمله في تفسير النصوص القانونية بحيث يقدم كل الايضاحات والاجوبة حولها. وكما في كل لقاء طرح الاباء اسئلتهم وجرت حولها نقاشات وحوارات معمّقة وتبادل للخبرات خلصت الى كثير من التوضيحات والاستنتاجات.

 

 

 

 

وفي سياق زيارة الاعتاب الرسولية ولقاءه بالرهبانيات لبى غبطته والاساقفة دعوة الرهبانية اللبنانية المارونية الى لقاء تكريمي لرئيس المؤسسة المارونية للانتشار بحضور السفيرين فريد الخازن وميرا الضاهر والنواب علي بزي، ياسين جابر، الان عون، نقولا نحاس، نديم الجميل، طوني فرنجيه، شوقي الدكاش، نعمت افرام، رولا طبش وجان تالوزيان اضافة الى امين عام تيار المستقبل احمد الحريري ووكيل الرهبانية الاب ميلاد طربيه وعدد من الكهنة والرهبان ومن ابناء الجالية اللبنانية في روما.

 

 

 

 

 

 

 

استهل اللقاء بكلمة لرئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي نعمةالله هاشم وصف فيها اللقاء بالعائلي حول اب العائلة صاحب الغبطة. الذي نقول له ان عائلتنا المارونية بمختلف مكوناتها تجتمع اليوم حوله لتعبر عن محبتها لشخصه وعن ثقتها بقيادته الحكيمة للعائلة. واضاف: تجتمع العائلة الكنسية المارونية باساقفتها من لبنان والعالم حول رأسها لتعبر عن وحدتها مع روما ونحن نفتخر بالاستقبال الحار الذي لقيه غبطة البطريرك والاساقفة اكان من قداسة البابا ام من مختلف المجامع والمجالس البابوية. وختم الاباتي هاشم، نحن ايضا كرؤساء عامين اردنا ان نكون الى جانب غبطتكم في هذه الزيارة التاريخية مع المؤسسة المارونية للانتشار واصحاب السعادة النواب لنقول اننا نفرح بقيادتكم لكنيستنا المقدسة وندعم جهودكم كافة على الصعيد الوطني من اجل خلاص وطننا الحبيب لبنان الذي نحتفل اليوم بعيد استقلاله.     

 

 

 

 

ثم كانت كلمات لرئيس المؤسسة المارونية للانتشار المهندس شارل الحاج ولعدد من النواب جاءت على التوالي:

 

 

المهندس شارل الحاج اشار الى انه يتحدر من عائلة معروفة بالتزامها الكنسي ومنها خرج راهب وخوري كرّسا نفسيهما لخدمة الرب تماما كما الكثيرين. ونحن نشعر انه مع حدوث اية ازمة فان الحل يكون عند الكنيسة المارونية. المؤسسة المارونية هي لخدمة المجتمع اللبناني ونحن من خلال مكاتبنا في العالم نقوم بعمليات التسجيل التي بلغت اكثر من 50 الف ملف. واضاف الحاج: لقد تحقق للبنان تكريم كبير بفضل شخص وحكمة ابينا البطريرك الراعي. وحديث قداسة البابا ونظرته الى لبنان وتقديره للبطريركية يجعلنا متأكدين انه ما من خوف على لبنان لأن الكنيسة متجذرة في الأرض ولأن اللبنانيين غير المسيحيين مؤمنين بدور الكنيسة. وختم: لقد تجلت صورة لبنان الحقيقية في هذه الزيارة بما جمعت من طوائف وانتماءات حزبية وسياسية حول قيم ومبادىء انسانية ووطنية كما تألق مشهد كنيستنا المارونية حول رأسها. نحن ننحني امامك سيدنا ولتبقى كنيستنا والرهبانيات المارونية بخير.

 

 

 

 

النائب ياسين جابر قال: "نحن في اجواء الألفة اللبنانية الحقيقية. واللقاء مع قداسة البابا هو لقاء محبة ومشجع يدفعنا الى ان نتوحد اكثر فأكثر. مشاركتنا في هذه الزيارة هي تعبير عن وحدة لبنان وضرورة تكاتف اللبنانيين في هذه المرحلة الخطيرة. من الضروري تشكيل حكومة غدا صباحا لأن لبنان بحاجة لتضافر جهود الجميع للخروج من الأزمة. لقاؤنا يعطي المزيد من الامل للبنانيين وقدومنا معا الى هذا المكان المميز من حيث القداسة والأهمية يعطي انطباعا ايجابيا للخارج بأن خلافاتنا ليست جذرية وانما نحن اصدقاء ونتمسك بلبنان القوي الذي نرغب به. وختم: اتوجه بالشكر الى صاحب الغبطة البطريرك الراعي لتشجيعه على هذه الخطوة ومشاركتنا في مناسباتكم، هذه هي الروح التي نود ان نعممها في لبنان وهذه هي الصورة الجميلة التي يجب ان تستمر."   

 

 

 

النائب علي بزي قال: "هذه هي اللوحة اللبنانية مع ما تحمله من تنوع ولا قيمة لها ان تم نزع احد الوانها. انا المسلم لا اعرف اسلامي الا من خلال مسيحية الآخر والمسيحي لا يعرف مسيحيته الا من خلال اسلام الآخر. الوطن هو سر الأسرار وجميعنا في هذا العالم عاش الإضطهاد الذي حفزنا للتمسك اكثر بمبادئنا وعاداتنا وعقيدتنا والمسيحيون هم اول من زادهم الإضطهاد تمسكا بمسيحيتهم وعقيدتهم واصالتهم. وختم: تشرفت بوجودي معكم في الفاتيكان بدعوة من رئيس المؤسسة المارونية للإنتشار شارل الحاج وكان هذا تجسيد لشعارات ومواقف شخصيتين في هذا العالم شخصية يوحنا بولس الثاني وشخصية الإمام موسى الصدر وقد تحدثا عن الرسالة والدور وانا اقول انتم الرسالة وانتم الدور."

 

 

 

امين عام تيار المستقبل أحمد الحريري قال: "أن "الدور الذي يقوم به البطريرك الراعي ليس دورا دينيا بقدر ما هو دور دنيوي أيضا"، فمساعيه الدائمة لا تقتصر فقط على تضميد جراح الحرب الأهلية، بل إن دوره أكبر من ذلك بكثير في ظل ما يقوم به من رد على مخطط تهجير المسيحيين من الشرق، للتأكيد أن عودة المسيحيين إلى الشرق ستكون من خلال لبنان ودور المسيحيين فيه". وتوجه الحريري إلى البطريرك الراعي بالقول: "نقدر دورك، ونعرف كم تمر بصعاب حتى تتمكن من المحافظة على أمن المجتمع المسيحي في لبنان واستقراره، ويمكن أن نقول اننا نطمئن ببعضنا، ونقوى ببعضنا، ونحمي بعضنا، وليس لدينا أكثرية ولا أقلية في لبنان، فقد قال الرئيس الشهيد رفيق الحريري اننا اوقفنا العد." وأشار إلى أن "مخطط تهجير المسيحيين من الشرق ليس جديدا، وشهدناه في العراق وسوريا وفي كل المنطقة العربية، ولا يزال لبنان هو البلد الذي يحمى فيه المسلم بالمسيحي ويحمى المسيحي فيه بالمسلم. وأنا لا أقول هذا الكلام إلا عن قناعة وايمان بهذه القيم التي كرسها فينا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في عائلتنا أولا، وفي تيار المستقبل ثانيا، وهي نابعة من ايمان واضح بأن خير الامور الوسط، والاعتدال هو الاساس، لان اي تطرف ديني او عرقي او عقائدي لا يؤدي الى نتيجة بل يؤدي الى خراب".

 

 

 

 

النائب نقولا نحاس قال في كلمته: "غريب امرنا عندما نكون خارج لبنان ما من شيء يفرقنا. وهذا يعني انه ما من شيء جوهري يستدعي ان نتخاصم. نحن لا نختلف الا في السياسة بسبب التدخلات. اللبناني مهما كانت طائفته يتاثر بنفس الأحداث وبنفس الطريقة وهذا يخلق ارتباطا عضويا. ما من خلاف بين اي مذهب داخل اي مؤسسة لذلك نحن نختلف بسبب التأثيرات الخارجية ولكن ما رأيته جعلني اثق بان هناك امل بـأنه مهما كانت الظروف صعبة نحن نتغلب عليها. انتم سيدنا قدوة في ما تقومون به. وليأتي السياسيون الى هنا علهم يشكلون حكومة. املنا كبير طالما ان الكنيسة موجودة."

 

 

 

 

النائب نعمت افرام اشار الى ان "نعمة الروح القدس كانت معنا اليوم ومعها ادركنا كم ان المصالحات تقرب الأخ من اخيه وتبعدهم عن التدخلات الخارجية. اليوم رأينا الإخوة اللبنانيين مقربين من بعضهم البعض. غبطتك ما زرعته في مسيرة المصالحات نتمنى ان يكون عابرا للطوائف فهكذا يقوى لبنان ويبني مستقبله. ما من شيء يمنع رؤية مثل هذه الصورة في لبنان الذي يتجه نحو المئوية الثانية. علينا النجاح اقتصاديا وسياسيا وحضاريا على ارض لبنان. نستلهم اليوم اباءنا الذين اسسوا لكي نستنير منهم في ايامنا الصعبة القادمة، لكي نقوم من جديد. نموت كي نقوم كما قام يسوع المسيح. فالايام الصعبة تقتضي النظر بعقلانية وواقعية للتوجه الى مئوية جديدة والأمل الذي سمعناه من قداسة البابا يجعلنا على ثقة تامة باننا سنعبر الى لبنان الوحدة والعيش المشترك."

 

 

 

 

من جهته القى البطريرك الراعي كلمة شُكر جاء فيها: "لفتني في كلماتكم المرحّبة تقاطع الأفكار فيما بينكم. الجميع تحدث عن العائلة اللبنانية وعن الغنى الثقافي وعن لبنان المسلم والمسيحي. واليوم جريدة الفاتيكان حملت مانشيت "قوي كأرز لبنان" انها جملة من خطاب البابا فرنسيس الذي قال ان "التوازن الخلاق في لبنان بين المسلمين والمسيحيين هو قوي كالأرز". من خلال كلماتكم ادركنا ان الإستقلال يخاطبنا، قائلا انتم اللبنانيون على تنوعكم وعلى مذاهبكم تغتنون بتعددية ثقافية ودينية وحضارية تمثل قيمة لبنان فحافظوا عليها. لقد انطلق الإستقلال مع الميثاق الوطني اي مع الثقة. الميثاق لم يكتب وعاشه اللبنانيون وفق ثقة تامة. واليوم علينا العيش سويا مسلمين ومسيحيين وفق هذه الثقة فنعيش الفصل بين الدين والدولة ونحترم الله وكل الديانات ونعيش جمال الحريات المتنوعة ونعترف بالحريات المدنية العامة ونعتمد النظام الديمقراطي. الميثاق لم يكتب ولم يوقع ولكن اللبنانيين عاشوه واستقلالنا اليوم يقول لنا اعيدوا هذه الثقة فيما بينكم. انا لا احب استعمال كلمة مصالحة واود استبدالها بعبارة استعادة الثقة لأنه من دون ثقة لا تسير الحياة كما يجب. لسنا بحاجة الى مصالحة وانما الى الثقة. يقول لنا الإستقلال ايضا انتم عائلة واحدة ومنوعة بطوائفكم على تنوعها انتم احجار حية في هذا البيت اللبناني. نحن مدعوون للحفاظ على شخصيتنا للإنسجام مع بقية الحجارة. هذا جمال لبنان. اما الكلمة الثالثة التي يقولها لنا الإستقلال فهي لا تفرّد ولا اقصاء واذا اردنا فعلا تكوين عائلة واحدة لا احد منا يمكنه ان يتفرد بأي شيء هذا جمال نظامنا اللبناني. التفرّد يعني خراب البلد ثم لا ثنائيات ولا ثلاثيات او رباعيات او غيرها. هناك ثنائية واحدة هي الطائر اللبناني بجناحيه المسلم والمسيحي الذي استقر فوق جبال الأرز وفق رؤيا حزقيال وهذا الطائر يستمد قوته من هذا التنوع، وضعف احد الجناحين يعني سقوط الطائر. حياتنا معا تقتضي الإحترام المتبادل الى جانب الثقة. هذا كلام الإستقلال.

 

 

 

 

وختم غبطته: بحق دماء شهدائنا الذين سقطوا، ونذكر اليوم شهيدين الغاليين والعزيزين علينا، الرئيس رنيه معوض والنائب والوزير الشيخ بيار الجميل، نذكرهما مع كل شهدائنا لنقول ان دماء شهداء لبنان من دون استثناء تستصرخنا كي لا يجرؤ احد على التلاعب بهذا الوطن ولكي نحافظ على تنوعه الجميل والقوي بعيدا عن اي تفرد او استقصاء."

 

 

موقع بكركي