زيارة البابا نصب الأم تيريزا التذكاري في سكوبيه «متفرقات

 

 

 

 

في إطار زيارته الرسولية إلى مقدونيا الشمالية، والتي بدأت يوم الثلاثاء، توجّه قداسة البابا فرنسيس إلى نصب الأم تيريزا التذكاري في العاصمة سكوبيه، مسقط رأس القديسة. وصلى قداسته بحضور قادة الجماعات الدينية والرئيسة العامة والراهبات مرسلات المحبة، وقال في صلاته:

 

 

 


الله، يا أب الرحمة وكل خير، نشكرك على عطية حياة وموهبة القديسة الأم تيريزا. بعنايتك العظيمة دعوتَها لتقدِّم الشهادة لمحبتك بين الأكثر فقرًا في الهند وفي العالم. لقد تمكنتْ من عمل الخير لأكثر الأشخاص عوزًا، إذ تعرفت في كل رجل وامرأة على وجه ابنك. مطيعة لروحك القدوس أصبحت الصوت المصَلي للفقراء ولجميع مَن هم جياع وعطشى للعدالة. مستجيبة لصرخة يسوع على الصليب "أنا عطشان" روت الأم تيريزا عطش يسوع على الصليب بقيامها بأعمال المحبة الرحومة.

 

 


نطلب منكِ أيتها القديسة الأم تيريزا، أم الفقراء، شفاعتك الخاصة ومساعدتك، هنا في مدينة ميلادك حيثما كان بيتك. هنا تلقيتِ عطية الميلاد مجددًا في أسرار التنشئة المسيحية. هنا استمعتِ إلى أولى كلمات الإيمان في عائلتك وجماعة المؤمنين. هنا بدأتِ رؤية ومعرفة الأشخاص الذين هم في عوز، الفقراء والصغار. هنا تعلمتِ من والديك أن تحبي الأكثر عوزًا وأن تساعديهم. هنا، في صمت الكنيسة، سمعتِ دعوة يسوع كي تتبعيه كراهبة في الرسالات.

 

 

 

 


من هنا نصلي إليكِ: اشفعي لدى يسوع كي ننال نحن أيضا نعمة أن نكون يقظين ومتنبهين إلى صرخة الفقراء، مَن هم محرومين من حقوقهم، المرضى، المهمِّشين، الآخِرين. ليهبنا نعمة أن نراه في أعين مَن ينظر إلينا لأنه في حاجة إلينا. ليهبنا قلبًا يعرف أن يحبّ الله الحاضر في كلّ رجل وامرأة، ويعرف أن يتعرف عليه في المتألمين من المعاناة والظلم. ليهبنا نعمة أن نكون نحن أيضًا علامة محبّة ورجاء في زمننا الذي يشهد الكثير من المعوزين، المتروكين، المهمَّشين والمهاجرين. ليعمل كي لا تكون محبّتنا بالأقوال فقط، بل كي تكون فعّالة وحقيقيّة، كي نتمكن من تقديم شهادة ذات مصداقيّة للكنيسة التي لديها واجب إعلان الإنجيل للفقراء، التحرّر للسجناء، الفرح للحزانى، نعمة الخلاص للجميع.

 

 

 

 


أيّتها القدّيسة الأمّ تيريزا، صلّي من أجل هذه المدينة، من أجل هذا الشعب، من أجل كنيسته، ومن أجل جميع مَن يريدون اتّباع المسيح كتلاميذ له، هو الرّاعي الصالح، بتحقيق أعمال عدالة، محبّة، رحمة، سلام وخدمة، مثله هو الذي جاء لا ليُخدم بل ليَخدم ويهب الحياة للكثيرين. المسيح ربّنا. آمين.

 

 


وعقب الصّلاة حيَّا قداسة البابا فرنسيس القادة الدينيِّين والرئيسة العامَّة والراهبات وأيضًا اثنين من أقارب الأمّ تيريزا. ثم التقى قداسته حوالي 100 من الفقراء الذين تساعدهم الرَّاهبات مرسلات المحبّة، واستمع إلى كلمة الرئيسة العامَّة وإلى شهادة إحدى الأمَّهات، ثمّ بارك الحجر الأوّل لمزار الأمّ تيريزا.

 

 

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.