سيامة 19 كاهنا جديدا بازيليك القديس بطرس «متفرقات

 

 

ترأس البابا فرنسيس صباح يوم الأحد في بازيليك القدّيس بطرس قداسًا احتفاليًا منح خلاله السيامة الكهنوتيّة لتسعة عشر كاهنًا جديدًا. وتخللت الذبيحة الإلهيّة عظة للحبر الأعظم قال في بدايتها: الإخوة والأخوات الأعزّاء، أبناؤنا وإخوتنا هؤلاء دُعوا للخدمة الكهنوتيّة، وسيفيدنا جميعًا أن نتأمل بانتباه في الخدمة التي رُفعوا إليها في الكنيسة. كما تعلمون جيدًا الربّ يسوع هو وحده الكاهن الأعظم في العهد الجديد، ولكن فيه أصبح شعب الله المقدّس كلّه شعبًا كهنوتيًا. إلّا أنّ الرّبَّ يسوع يريد اختيار البعض بشكلٍ خاص من بين جميع تلاميذه وذلك لكي، وعبر قيامهم بالخدمة الكهنوتيّة في الكنيسة باسمه من أجل البشر جميعًا، يواصلوا رسالته كمعلّم وكاهن وراع. وكما أنَّه لهذا أرسله الآب، فهكذا أرسل هو بدوره في العالم الرسل أوَّلاً ثمَّ الأساقفة وخلفاءهم ثمَّ الكهنة كمعاونين لهم، مدعوِّين، متحدين معهم في الخدمة الكهنوتيَّة، إلى خدمة شعب الله.

 

 

 

 

وتابع الأب الأقدس أنَّ مَن سيمنحهم اليوم السيامة الكهنوتيَّة سيكونون متشبِّهين بالمسيح، الكاهن الأعظم، وهكذا يكونون واعظين للإنجيل ورعاة لشعب الله ويرأسون احتفالات العبادة، لاسيَّما الاحتفال بالإفخارستيا. ثمَّ دعا قداسته الكهنة الجدد إلى التفكير في أنّهم بقيامهم بهذه الخدمة سيشاركون في رسالة المسيح، المعلّم الأوحد، وشدَّد قداسته على أن يقدِّموا للجميع كلمة الله التي نالوها بفرح وأن يقرؤوا كلمة الربِّ ويتأمَّلوا فيها كي يعلّموا ما تعلّموه في الإيمان ويعيشوا ما يعلِّمونه.

 

 

 

 

وأكّد قداسة البابا أنّه لا يمكن أبدًا إلقاء عظة بدون الكثير من الصلاة، وذلك لتكون عقيدتهم الغذاء لشعب الله، مؤكّدًا أنَّ العقيدة تكون مثمرة حين تأتي من القلب وتنبع من الصلاة.  دعا البابا الكهنة الجدد أيضًا إلى أن يحاكوا ما يحتفلون به، وذلك لأنّهم بمشاركتهم في سرّ موت الرّبّ وقيامته يحملون موت المسيح في أعضائهم ويسيرون معه في حياة جديدة. وأراد البابا فرنسيس التذكير هنا بأنَّ الربَّ أراد أن يخلّصنا مجانًا، كما وقال لنا "أخذتم مجانا فمجانا أعطوا". وأضاف قداسته أنّ الاحتفال الإفخارستي هو ذروة مجانيَّة الربّ داعيًا إلى ألّا يلوثوها بمصالح مسكينة.

 

 

 

 

من خلال سرّ العماد تُضيفون مؤمنين جددًا إلى شعب الله، وبواسطة سرّ التوبة تغفرون الخطايا باسم المسيح والكنيسة. ودعا في هذا السياق الكهنة إلى ألّا يكلّوا أبدًا من أن يكونوا رُحماء كالآب، كيسوع الذي كان رحومًا معنا جميعًا. ثمّ تحدّث البابا فرنسيس عن مسحة المرضى التي سيقدِّم من خلالها الكهنة الجدد العزاء للمرضى، ودعا الكهنة هنا إلى تخصيص الوقت لزيارة المرضى، ثمّ أضاف أنّهم خلال الاحتفال بالأسرار والصلوات سيكونون صوت الله والبشريَّة كلّها. ودعا البابا الكهنة أيضًا، وذلك مع وعيهم بأنّه قد تمّ اختيارهم للإعتناء بالأمور المتعلّقة بالله، إلى عيش خدمتهم الكهنوتيّة في المسيح بفرح ومحبّة صادقة، وأن يهتمُّوا بإرضاء الله وحده لا بإرضاء الذات.

 

 

 

وفي ختام عظته، دعا قداسة البابا فرنسيس الكهنة الجدد إلى أن يعملوا على جمع المؤمنين في عائلة واحدة، وذلك من خلال مشاركتهم في رسالة المسيح في شركة بنويّة مع الأساقفة. وشدّد الأب الأقدس على قرب الكاهن من الله في الصلاة، من الأسقف كأب، من الكهنة الآخرين كأخوة وبدون التحدّث بسوء أحدهم عن الآخر، وأيضًا القرب من شعب الله. ثمّ دعاهم إلى أن يضعوا دائمًا نصب أعينهم مثال الراعي الصَّالح الذي ما جاء ليُخدَم بل ليَخدم.  

 

 

 

 

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.