عظة رئيس الأساقفة في ختام اللقاء حول حماية القاصرين «متفرقات

 

 

 

احتُفل صباح يوم الأحد في الفاتيكان بالقداس الإلهي في ختام اللقاء حول حماية القاصرين في الكنيسة، وألقى العظة المطران مارك كوليريدج رئيس أساقفة بريسبين الأسترالية. تمحورت العظة حول السلطان وذكّر في بدايتها رئيس الأساقفة باختيار داود استخدام سلطانه لا للقضاء على الملك شاول مسيح الرب، بل أن يبقي عليه. وانطلق رئيس الأساقفة من هذه القراءة من سفر صموئيل الأول للحديث عن هبة السلطان التي تلقاها رعاة الكنيسة من الله، إلا أنه سلطان الخدمة والبنيان، سلطان مع ومِن أجل، لا سلطانا على، وحسب ما قال القديس بولس "السُّلطان الَّذي أَولانا إِيَّاهُ الرَّبُّ لِبُنْيانِكم لا لِخَرابِكُم" (2 قور 10، 8). وواصل المطران كوليريدج متحدثًا عن كون السلطان خطيرًا لأن بإمكانه أن يدمِّر، وأضاف أننا قد تأملنا خلال أيّام القاء في قدرة السلطان على أن يدمِّر إذا كان منفصلاً عن الخدمة، حين لا يكون أسلوبا للمحبّة، حين يصبح سلطانا على.

 

 

 

 

 

 

 

انتقل رئيس الأساقفة بعد ذلك إلى الحديث عن الأشخاص الذين يضعهم الله في أيدينا، وأنه يمكننا استخدام هذا السلطان للتدمير بل وحتى للقتل بدلاً من البنيان. وتحدّث عن الاعتداءات الجنسية والتي يتعرض لها الأكثر ضعفا من بين مَن يضعهم الله في أيدينا. ثم ذكّر بكلمات يسوع "أحبوا أعداءكم" وتساءل مَن هو العدو، وتابع أنه بالتأكيد ليس مَن حثّ الكنيسة على المواجهة مع الاعتداءات ومع تغطيتها، أي الضحايا الذين قادونا إلى الحقيقة الأليمة راوين قصصهم بشجاعة كبيرة.

 

 

 

 

وتحدث رئيس الأساقفة عن لحظات اعتبرنا فيها الضحايا أعداءنا لكنّنا لم نحبّهم، لم نباركهم. يطلب منّا الرّبّ أيضًا أن نكون "رُحَماءَ كما أَنَّ أَباكُم رَحيم"، تابع المطران مارك كوليريدج، ولكن الرحمة لم تكن دائما اختيارنا، بل فضَّلنا في بعض الحالات اللامبالاة وحماية سمعة الكنيسة وسمعتنا، أظهرنا القليل من الرحمة ولهذا نتلقى القليل منها.

 

 

 

 

 

وانطلاقًا من حديث القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس عن آدم الإنسان الأول الأرضي وآدم الروحي أي إنسان السماء، تحدث رئيس أساقفة بريسبين عن أن ولادة إنسان السماء تستدعي موت إنسان الأرض، أي ارتدادًا حقيقيًا، بدونه سنظل على مستوى "مجرد الإدارة" حسب ما يذكر البابا فرنسيس في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل"، وهذه الإدارة المجردة لا تصل إلى جوهر أزمة الاعتداءات. وواصل المطران مارك كوليريدج متحدثًا عن هذا الارتداد مشددًا على ضرورة النظر بأعين الضحايا والسمع بآذانهم، فهذا هو الارتداد الضروري، النعمة التي يمكنها أن تفتح أمام الكنيسة مرحلة إرسالية جديدة.  

 

 

 

 

أشار رئيس الأساقفة بعد ذلك إلى الاستماع إلى الضحايا خلال اللقاء، وأكد أننا سنفعل كل ما بإمكاننا كي نمنح ضحايا الاعتداءات العدالة والشفاء، والعمل على ألا يكرِّر مرتكبو الاعتداءات أفعالهم، ومحاسبة مَن أخفى الاعتداءات. تحدث أيضا عن إجراءات أكثر صرامة لاختيار وتنشئة قادة الكنيسة، وعن تربية شعبنا بكامله على تطبيقات الحماية وعمل كل ما يمكن كي لا تتكرر أهوال الماضي وكي تكون الكنيسة مكانا آمنا للجميع، أُمّا مُحبة، وخاصة للشباب والأشخاص الضعفاء. أشار من جهة أخرى إلى التعاون مع كل العاملين من أجل خير الصغار والضعفاء، وإلى مواصلة تعميق المعرفة حول الاعتداءات وتبعاتها وكيف أمكن أن تحدث في الكنيسة وكيفية القضاء عليها، وأضاف أن هذا يتطلب وقتًا ولكن لا يجوز لنا أن نفشل.

 

 

 

وواصل إننا إن نجحنا في هذا فلن نعرف سلام الرّبّ القائم فقط، بل سنكون سلامه في رسالة حتى حدود الأرض. وختم المطران مارك كوليريدج رئيس أساقفة بريسبين الأسترالية متحدثاً عن إبرازنا على هذا المذبح فشلنا وخياناتنا، إيماننا ورجاءنا وحبنا ليسوع الذي "سيَمسَحُ كُلَّ دَمعَةٍ مِن عُيونِهم. ولِلمَوتِ لن يَبْقى وُجودٌ بَعدَ الآن، ولا لِلحُزنِ ولا لِلصُّراخِ ولا لِلأَلَمِ لن يَبْقى وُجودٌ بَعدَ الآن، لأَنَّ العالَمَ القَديمَ قد زال" (رؤ 21، 4).

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.