في جراحات يسوع، يوجد مكان لجراحاتنا أيضًا! «متفرقات



في جراحات يسوع، يوجد مكان لجراحاتنا أيضًا!




إلتقى البابا فرنسيس صباح يوم الجمعة بتوقيت بوليفيا كلّ السّجناء من مركز إعادة التّأهيل في بالماسولا في بوليفيا وبعد أن حيّاهم ورحّب به رئيس الأساقفة خيسوس خواريز، أصغى الى شهادات بعض الحاضرين وألقى كلمته، ندرج أبرز ما جاء فيها:


"أيّها الإخوة والأخوات الأعزاء،

لم أستطع أن أغادر بوليفيا من دون أن أراكم ومن دون أن أتشارك ذلك الإيمان والأمل اللذين هما ثمرة الحبّ الذي انكشف على صليب المسيح. أنا أشكركم على ترحيبكم بي؛ أنا أعلم أنكم حضّرتم أنفسكم من أجل هذه اللّحظة وبأنّكم كنتم تصلّون من أجلي. أنا جدّ ممتّن لكم.


من خلال كلمات رئيس الأساقفة خيسوس خواريز وشهادات الكثيرين ممن تحدّثوا، رأيت كم أنّ العذاب لا يستطيع أن يُطفىء شعلة الأمل في قلب الإنسان وكيف أنّ الحياة تستمرّ ويشعر الإنسان بالقوّة حتى في أحلك الظروف.


ربما تتساءلون: "من هو هذا الرّجل الواقف أمامنا؟" وأنا أودّ أن أجيب على هذا السؤال بأمر ملموس حول حياتي الشخصيّة. الرّجل الذي يقف أمامكم هو رجل اختبر الغفران. رجل خُلِّص ويُخلَّص من الكثير من الخطايا. هذا أنا. لا أملك الكثير لأقدّمه لكم إنما أريد أن أتشارك معكم ما أملك وما أحبّ. إنه يسوع المسيح، رحمة الآب.


أتى يسوع ليظهر رحمة الله التي يكنّها لنا. لكم ولي. إنّه حبّ قويّ وحقيقيّ. إنّه حبّ يداوي جراح من يحبّ. إنّه حبّ يشفي ويغفر ويرفع ويظهر الإهتمام. إنّه حبّ يبقى بالقرب منا ويحافظ على كرامتنا. يمكننا أن نخسر كرامتنا في أساليب كثيرة. إنّما يسوع عنيد: لقد بذل ذاته من أجل أن يعيد هويّة كل شخص أضاعها.


هاكم أمرًا يساعدنا على الفهم أكثر. بطرس وبولس هما من تلاميذ يسوع وكانا أيضًا مسجونين. كلاهما خسر حريته. إنّما بقي أمر واحد متشبّثًا بهم، أمر لم يتركهما يستسلمان الى اليأس والى ذلك الإختبار من السّوداويّة وفقدان معنى الحياة.


هذا الأمر كان الصّلاة، فرديًا أو مع الآخرين. صلّيا وصلّيا كلّ واحد من أجل الآخر. هذان الشكلان من الصّلاة أصبحا شبكة يحافظان بها على الحياة والأمل. وهذه الشّبكة تحمينا من الإنجرار الى اليأس. إنّها تشجّعنا على المضيّ قدمًا الى الأمام. إنها شبكة تدعم الحياة، حياتكم الخاصّة وحياة عائلاتكم.


عندما يصبح يسوع جزءًا من حياتنا، عندئذٍ لن نبقى سجناء ماضينا. بل على العكس، سنبدأ بالنظر الى الحاضر ونراه بشكل مختلف بنظرة مختلفة من الأمل. سنبدأ نرى أنفسنا وحياتنا بنور آخر. لن نعود عالقين في الماضي بل سنذرف الدّموع ونشعر من خلالها بالقوّة لكيّ نقوم بانطلاقة جديدة. إن مررتم يومًا بالحزن واليأس والمشاعر السّـلبيّة فأنا أطلب منكم أن تنظروا إلى يسوع المصلوب. إنظروا إلى وجهه. إنّه ينظر إلينا؛ وفي عينيه يوجد مكان لكلّ واحد منّا. يمكننا أن نسلّم يسوع كلّ جراحاتنا وألمنا وخطايانا. في جراحاته، يوجد مكان لجراحاتنا.


يمكنها أن تُبَلسَم وتغسل جراحاتنا لتصبح نظيفة وأن تتغير وتُشفى. لقد مات من أجلنا، من أجلي حتى يمدّ يده إلينا ويرفعنا إليه. كلّموا الكهنة الذين يأتون إلى هنا، كلّموهم! يسوع يريد أن يساعدك لكي تنهض، دائمًا!"

وفي الختام، قال البابا: "أنا أسألكم أن تسلّموا على عائلاتكم. وجودهم الى جانبكم ودعمهم لكم مهمان كثيرًا! الأجداد والآباء والأمّهات والإخوة والأخوات والمتزوّجون والأولاد: كلّهم يذكّروننا بأنّ الحياة تستحقّ أن نعيشها وبأنّه علينا أن نستمرّ في النّضال من أجل بنيان عالم أفضل!


ثم طلب منهم أن يصلّوا لدقائق قليلة بصمت "كلّ واحد منكم بالطريقة التي تريدونها... أنا أسألكم أن تستمروا بالصّلاة من أجلي لأني أقترف الكثير من الأخطاء وأنا أيضًا عليّ أن أتوب. شكرًا!"


موقع زينيت