كلمة البابا إلى راهبات الحياة التأملية في بيرو «متفرقات

 

 

كلمة البابا إلى راهبات الحياة التأملية في بيرو

 

 

 

صباح الأحد توجّه البابا فرنسيس إلى مزار "سينيور دو لوس ميلاغروس" في ليما، عاصمة بيرو، حيث شارك في صلاة الظهر مع راهبات الحياة التأمليّة جئن خصِّيصا لهذه الغاية من عدد من الأديرة. وتخلّلت اللّقاء كلمة للبابا استهلّها مشيرًا إلى أنّ هذا المزار تؤمه أعداد كبيرة من المؤمنين في بيرو، الذين يطلبون نعمة الرّبّ ويبحثون عن قربه ورحمته!

 

ولفت فرنسيس إلى أن الرّبّ هو المنارة التي تقودنا، وينيرنا بمحبّته الإلهيّة، ثم ذكّر الحاضرات بأنَّ المسيحيِّين نالوا روح البنوّة الذي يجعلهم أبناء لله كما يقول القدّيس بولس الرّسول. وأكّد البابا أنّ هذه العبارات تحتوي على غنى الدّعوة المسيحيّة، ألا وهي فرح أن نعلم أنّنا أبناء لله، مشيرًا إلى أنَّ راهبات الحياة التأمليّة دعين إلى عيش حياة من الصَّلاة الجماعيّة والفرديّة، وهذه الصَّلاة هي جوهر وصلب حياتهن، وهي أيضًا طريقة لتنمية اختبار المحبَّة النابعة من الإيمان.

 

وأشار البابا إلى أنّ عيش المحبّة يعني أن نعرف كيف نمكث إلى جانب الإخوة المتألّمين، مذكّرًا الرّاهبات بأنَّ حياتهنَّ داخل الدير تحمل بُعدًا إرساليًا وكونياً، وهنّ يلعبن دورًا أساسيًّا في حياة الكنيسة.

 

وطلب فرنسيس من الرَّاهبات أن يرفعن الصَّلوات على نيّة الأشخاص المسجونين والمُهاجرين واللّاجئين والمضطهدين، وعلى نيّة العائلات المجروحة والأشخاص العاطلين عن العمل، والفقراء والمرضى وضحايا الإدمان. وقال إنّ راهبات الحياة التأمليّة هنَّ مثل الرِّجال الذين حملوا الرَّجل المخلّع إلى يسوع ليشفيه مضيفًا أنهنَّ يقرّبن أشخاصًا كثيرين من الربّ من خلال الصَّلاة ليلاً نهاراً، وهؤلاء الأشخاص يتمكّنون من اختبار رحمة الله الشافية.

 

تابع البابا فرنسيس كلمته مشدِّدًا في هذا السياق على أنَّ حياة الرَّاهبات المحصَّنات لا يمكن تشبيهها بالسِّجن، بل على العكس إنَّها حياة تتسع بفضل العلاقة مع الرّبّ.

 

هذا ثمَّ أشار فرنسيس في كلمته إلى حاجة المسيحيِّين الملحَّة إلى الوحدة، كي يكونوا فعلا متّحدين بالإيمان والرَّجاء والمحبَّة، ومن هذا المنطلق شجَّع راهبات الحياة التأمليّة على الصَّلاة بزخم من أجل وحدة الكنيسة في بيرو. وطلب من الرَّاهبات أيضًا أن يلتزمن في عيش الحياة الأخويَّة، كي يصير كلّ دير منارةً تضيء وسط ظلمة الانقسامات والتشرذم. وأمل أيضًا أن يتمكّن كلّ شخص يقترب من الرّاهبات أن يتذوّق تطويبات المحبّة الأخويّة التي تميّز الحياة المكرَّسة والتي نحن اليوم بأمسِّ الحاجة إليها.

 

في ختام خطابه إلى راهبات الحياة التأمليّة شجَّع البابا الحاضرات على متابعة الشَّهادة دومًا للمحبَّة الإلهيَّة، وقال لهنَّ: إنّ الكنيسة بحاجة إليكنَّ، كنّ مناراتٍ من خلال حياتكن الأمينة، وأظهرن من هو الطريق والحق والحياة، الربّ الأوحد الذي يحقـِّق ملء وجودنا ويهب الحياة الفياضة.

 

وطلب البابا فرنسيس من الرَّاهبات الصَّلاة على نيَّة الكنيسة والرُّعاة والأشخاص المكرَّسين، والعائلات وجميع من يتألّمون وأيضًا من أجل من يمارسون الشرّ ويستغلون أخوتهم، وسألهنّ أن يُصلّين من أجله هو أيضًا.

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.