كلمة قداسة البابا في ختام السنة «متفرقات

 

 

كلمة قداسة البابا في ختام السنة

 

 

 

 

ترأس قداسة البابا فرنسيس صلاة الغروب في بازيليك القديس بطرس، عشية عيد القديسة مريم أمّ الله، وألقى عظة للمناسبة استهلها من رسالة القديس بولس إلى أهل غلاطية "فلمّا تمَّ الزمان، أرسلَ اللهُ ابنَه".

 

 نرفع الشكر لله على السنة التي أوشكت على نهايتها معترفين بأن كل الخير هو عطية منه. البشر وبطرق متعددة جرحوا أيضًا العام 2017 بأفعال موت وكذب وظلم. الحروب هي العلامة الواضحة لهذا الكبرياء العبثي، وكذلك أيضًا جميع الإساءات الصغيرة والكبيرة للحياة والحقيقة والأخوّة والتي تسبب أشكالا متعددة من التدهور الإنساني والاجتماعي والبيئي نريد وينبغي أن نتحمّل مسؤوليتنا عن كل شيء أمام الله والإخوة والخليقة.

 

أشعر بالامتنان، وكأسقف روما، في الأشخاص الذين يعيشون بقلب منفتح في هذه المدينة. أشكر جميع الأشخاص الذين يساهمون يوميًا بأعمال ملموسة صغيرة وإنما قيّمة في خير روما: يسعون لإتمام واجباتهم بأفضل شكل ممكن، ويحترمون الأماكن العامة ويهتمون بالأشخاص المسنين أو المعانين من المصاعب. 

 

وتصرفات كثيرة أخرى، تعبّر بشكل ملموس عن محبة للمدينة، بدون خطابات ودعايات، وإنما بأسلوب تربية مدنية ممارسة في الحياة اليومية. ويتعاون هؤلاء الأشخاص هكذا بصمت لصالح الخير العام.

 

أشعر بتقدير كبير للوالدين والمعلمين وجميع المربين الذين ومن خلال هذا الأسلوب نفسه يسعون إلى تنشئة الأطفال والشباب على الحس المدنيّ، وأخلاقية المسؤولية، مربّين إياهم على الشعور بأنهم جزء من الواقع المحيط بهم، وعلى الاعتناء والاهتمام به.

 

 هؤلاء الأشخاص هم غالبية العائشين في روما ومن بينهم يعيش عدد ليس بقليل في أوضاع ضيق اقتصادي، وبالرغم من ذلك فإنهم لا يتذمّرون ولا يضمرون الكراهية والحقد، بل يسعون بجهد للقيام كل يوم بمساهمتهم في تحسين الأمور بعض الشيء.

 

اليوم، ومن خلال رفع الشكر لله، أدعوكم إلى التعبير أيضًا عن الامتنان لجميع صانعي الخير العام هؤلاء، الذين يحبّون مدينتهم لا بالكلام بل بالعمل.  

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.