كلّنا معرَّضين لأن نكون مرائين بدءًا بالبابا «متفرقات




كلّنا معرَّضين لأن نكون مرائين بدءًا بالبابا



"لكي نكون رُحماء تُجاه الآخرين، علينا أن نملك الشّجاعة لكي نعترف بأخطائنا". هذا ما أكّده  البابا فرنسيس في أثناء عظته من دار القدّيسة مرتا مُشيرًا إلى أنّه علينا أن نتعلّم عدم إدانة الآخرين وإلاّ سنصبح مُرائين.


استوحى البابا اليوم عظته من رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس (1/ 1-12.2-14) التي تتحدّث عن الرّحمة والغفران والحاجة إلى الإمتناع عن الحكم على الآخرين. وقال إنّ الرّبّ يحدّثنا عن الأجر العظيم إذا عملنا بهذه الوصيّة: "لا تدينوا كي لا تُدانوا. لا تحكموا على أحد فلا يُحكَم عليكم".

إملكوا شجاعة الإعتراف بأخطائكم.


"ولكن يُمكننا القول: إذًا هذا أمر سهل، أليس كذلك؟ ويمكن لكلّ واحدٍ منّا أن يقول: "نعم يا أبانا هذا أمر سهل ولكن كيف يمكن أن أطبّقه فعليًا، كيف يُمكنني أن أبدأ بذلك؟ وما هي الخطوة الأولى للسّير على هذه الدرب؟" نرى بأنّ الخطوة الأولى  تكمن في إنجيل القدّيس لوقا (لو6/ 39-42). إنّ الخطوة الأولى هي بالإعتراف بخطايانا. التحلّي بشجاعة الإعتراف بأنّنا خطأة قبل اتّهام الآخرين.


وبولس يسبّح الرّبّ لأنّه اختاره ويشكره لأنّه "أعدّني ثقة فأقامني لخدمته، أنا الذي كنت في ما مضى مجدّفًا مُضطهدًا عنيفًا، ولكنّي نلتُ الرّحمة لأنّي كنتُ أفعل ذلك بجهالة، إذ لم أكن مؤمنًا". هذا ما يُسمّى بالرّحمة.

تنبّهوا لئلّا تكونوا مُرائيين، بدءًا بالبابا.


"أيّها المرائي، أخرج الخشبة من عينك أوّلاً، وعندئذٍ تُبصر فتخرج القذى من عين أخيك". "إنّ يسوع استخدم هذه العبارة "المرائي" لمن يملكون وجهين وعقلين: مرائون! مرائون! إنّ الرجال والنساء الذين لا يعترفون بأخطائهم يصبحون مرائين. جميعهم؟ جميعهم! بدءًا من البابا: جميعهم! إذا عجز أحدٌ عن الإعتراف بأخطائه وقال: لو هذا ضروريّ مَن سيثرثر على الآخرين. هذا الشّخص هو ليس بمسيحيّ، إنّه ليس جزءًا من عمل المُصالحة الجميل وصنع السّلام والحنان والطيبة والغفران والسّخاء والرّحمة التي يجلبها يسوع المسيح لأجلنا".


 ليحثّنا على ردع أنفسنا في كلّ الأوقات عندما نُجرَّب بالتحدّث بالسّوء عن الآخرين. عندما نُجرَّب بالتحدّث عن أخطاء الآخرين، علينا أن نمنع أنفسنا. وأنا؟ علينا أن نتحلّى بشجاعة القدّيس بولس الذي قال في الرّسالة: "أنا الذي كان في ما مضى مجدّفًا مضطهدًا عنيفًا..." وكم من الأشياء يمكننا أن نقول عن أنفسنا؟ لنمتنع عن التّعليقات على الآخرين ولنعلّق على أنفسنا. وهذه هي الخطوة الأولى في مسيرة اللّطف هذه. لأنّ مَن يرى القشّة في عيون الآخرين سيقع في صغائر الدّنيا: عقل صغير ممتلىء من الأمور الصغيرة والثرثرة".


ثم ختم البابا عظته سائلاً الرّبّ أن يمنحنا النّعمة لاتّباع نصيحة يسوع بأن نكون أسخياء في المغفرة وأسخياء في الرّحمة، مُضيفًا بأنّ الإنسان الذي لم يتحدّث أبدًا بالسّوء عن الآخرين يجب أن تُعلَن قداسته على الفور.

موقع زينيت.