مؤتمر لتعزيز البشارة الجديدة بالإنجيل «متفرقات

 

 

 

 

 

 

مؤتمر  لتعزيز البشارة الجديدة بالإنجيل

 

 

 

استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر يوم السبت في قاعة كليمينتينا في القصر الرسوليّ بالفاتيكان المشاركين في مؤتمر ينظّمه المجلس البابويّ لتعزيز البشارة الجديدة بالإنجيل تحت عنوان "التّعليم المسيحيّ والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة" وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال: 

 

نعرف التطوّر الكبير الذي حصل خلال السنوات العشرة الأخيرة إزاء الإعاقة. إنَّ نمو الإدراك لكرامة كلّ شخص، لاسيّما الأشدّ ضعفـًا، قد حمل على اتّخاذ مواقف شجاعة لإدماج الذين يعيشون مع مختلف أنواع الإعاقات، لكي لا يشعر أحد أنّه غريب في بيته. ومع ذلك لا تزال هناك بعض العبارات، على الصّعيد الثقافي، التي تجرح كرامة هؤلاء بسبب هيمنة مفهوم خاطئ للحياة، ونظرة غالبًا نرجسيّة ومنفعيّة تحمل للأسف كثيرين على تهميش الأشخاص الذين يحملون إعاقة ما بدون أن يفهموا الغنى البشريّ والرُّوحيّ بتعدّد أشكاله.

 

لا يزال قويّ جدًّا، في الذهنيّة الجماعيّة، موقف الرَّفض لهذا الوضع كما ولو أنّه يمنع من السَّعادة وتحقيق الذات. وهذا الأمر تؤكّده نزعة علم تحسين النسل للقضاء على الأجنّة الذين يحملون علّة ما. لكننا في الواقع نعرف جميعًا العديد من الأشخاص الذين، بالرغم من ضعفهم وهشاشتهم، قد وجدوا درب حياة صالحة ومفعمة بالمعاني؛ كما أنّنا نعرف من جهّة أخرى أشخاصًا كاملين في الظاهر ولكنّهم يائسين! في النهاية إنّها لمغالطة خطيرة أن نعتقد أنّنا منيعون ومعصومون من الجراح لأنّ الضعف ينتمي إلى جوهر الإنسان.

 

 الجواب هو الحبّ: لا ذاك الحبّ الزائف والمتهافت أو الشفقة وإنّما الحبّ الحقيقيّ والملموس والذي يحترم الآخر. فبقدر ما نكون مقبولين ومحبوبين ومُدمجين في الجماعة ومرافقين لننظر إلى المستقبل بثقة، تنمو المسيرة الحقيقيّة للحياة ونختبر السّعادة التي تدوم. هذا الأمر – كما نعلم – يصلح للجميع ولكنَّ الأشخاص الأشدَّ ضعفًا هم البرهان على ذلك. الإيمان هو رفيق الحياة الكبير لأنّه يسمح لنا أن نلمس لمس اليدّ حضور أب لا يترك أبدًا خلائقه وحيدة مهما كانت الحالة التي تعيشها.

 

 لا يمكن للكنيسة أن تكون "صامتة" أو "مرتبكة" في الدفاع عن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة وتشجيعهم. إن قربها من العائلات يساعدها على تخطي العزلة التي غالبًا ما تنغلق فيها بسبب غياب الاهتمام والدّعم، هذا الأمر يأخذ معنى أكبر بسبب مسؤوليّتها في التربية على الحياة المسيحيّة، وبالتالي لا يمكن أن تغيب في الجماعة الكلمات والتصرّفات للقاء الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة وقبولهم، لاسيّما في ليتورجيّة الأحد التي يجب أن تعرف كيف تدمجهم لكي يكون اللقاء مع الرَّب القائم من الموت والجماعة ينبوع رجاء وشجاعة في مسيرة الحياة الصَّعبة.

 

 إنّ التّعليم المسيحيّ مدعو بشكلٍ خاصّ لاكتشاف واختبار أشكال ملائمة ومناسبة لكي يتمكّن كلّ شخص بعطاياه ومحدوديّته وإعاقاته من اللّقاء بيسوع والاستسلام له بإيمان. لا يمكن لأي محدوديّة جسديّة أو نفسيّة أن تشكِّل عائقًا لهذا اللقاء لأنَّ وجه المسيح يسطع في قلب كلّ إنسان. لذلك، لنتنبّه، لاسيّما نحن خدّام نعمة المسيح، لكي لا نسقط في خطأ عدم الاعتراف بقوّة النعمة التي تأتي من أسرار التنشئة المسيحيّة. لنتعلّم تخطّي الانزعاج والخوف اللذين قد نشعر بهما أحيانًا إزاء الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة. لنتعلّم كيف نخلق ونبحث بذكاء عن أدوات ملائمة لكي لا يغيب عضد النعمة عن أحد. لننشِّئ – بواسطة المثل أولاً – أساتذة تعليم مسيحيّ قادرين على مرافقة هؤلاء الأشخاص لكي ينموا في الإيمان ويقدّموا إسهامهم الحقيقيّ والفريد لحياة الكنيسة.

 

وأخيرًا، أتمنى أن يكون الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة أنفسهم أساتذة تعليم مسيحيّ من خلال شهادتهم أيضًا في سبيل نقل الإيمان بشكل أكثر فعاليّة. أشكركم على عملكم خلال هذه الأيّام وعلى خدمتكم في الكنيسة.

 

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.