رسالة من بطاركة الشرق الكاثوليك الى البابا فرنسيس «متفرقات

 

 

 

وجّه بطاركة الشرق الكاثوليك قبل ظهر اليوم الاربعاء 28 تشرين الثاني 2018، رسالة الى قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس بمناسبة انعقاد مؤتمرهم في بغداد – العراق، جاء فيها:

 

 

 

 

" قداسة الحبر الأعظم،

 

 

 

إذ نحن مجتمعون في البطريركيّة الكلدانية – بغداد العراق في مناسبـة انعقاد مؤتمرنا السنوي السادس والعشرين من الإثنين 26 إلى الجمعة 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، تحت عنوان: «الشبيبة، علامة رجاء في بلدان الشّرق الأوسط». نحن، بطاركة الشّرق الكاثوليك، نفكّر معًا حول دور الشباب وشهادتهم ورسالتهم في هذه المنطقة المضطربة من العالم والتوّاقة إلى العدالة والسلام، راغبين في أن تكون صدى لصوت سينودوس الأساقفة من أجل الشباب، في انتظار الإرشاد الرسولي.

 

 

 

 

نشكر لقداستكم على عقد هذه الجمعيّة العموميّة العادية : «الشباب، الإيمان وتميز الدعوات»، التي نرجو أن نجني ثمارها في كنائسنا.

 

 

 

فيما ندرك ما تواجهون من مصاعب، نسأل الله أن يحقق جميع نواياكم من أجل خير الكنيسة والبشرية جمعاء.

 

 

ونعرب إلى قداستكم عن عواطف إتحادنا بكرسي بطرس؛ ونؤكّد لكم صلواتنا الحارّة من أجل خدمة قداستكم، ملتمسين بركتكم الرسوليّة لكنائسنا وبلداننا في الشّرق الأوسط."

 

 

 

وكان اصحاب الغبطة البطاركة قد التقوا مساء امس بشبيبة بغداد في كاتدرائية مار يوسف الكلدانية، بدعوة من لجنة الشبيبة الكاثوليكية في بغداد. فبعد الصلاة الخاصة التي اعدت لهذا اللقاء، كانت شهادات حياة وجه بعدها الشباب أسئلة الى اصحاب الغبطة تناولت هواجسهم وتحديات حياتهم في العراق. 

 

 

 

 

وردا على سؤال عن نصيحته للشباب العراقي أمام التردد بين الهجرة أو البقاء قال البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي: "ان الجواب على هذا السؤال يأتي بعظمه من شهادة حياتكم، وجوابي هو بالتأكيد علينا ان نبقى هنا. أننا في هذه البلاد ولدنا وفيها سنبقى رغم الصعوبات، هذه بلادنا، وهنا تاريخنا وحضارتنا وثقافتنا. لقد رددت مرارا وبخاصة اثناء الحروب في بلداننا، انه في هذا الوقت واكثر من اي وقت مضى يحتاج الشرق للحضور المسيحي من اجل ان نحمل لهذا العالم قيم الانجيل. ان الصعوبات التي نمر بها لا تحلل لنا ترك ارضنا، فتاريخنا وحضارتنا وثقافتنا اكبر، وهذا يقتضي منا الى جانب الطاقة الروحية والى جانب هذا الكلام المعنوي، ان نعرف نحن ايضا مع رعاتنا ومع مؤسساتنا وبفضل فكركم الخلاق كيف نجد مقومات الصمود، من اجل ان نبني ايضًا عائلات مسيحية." ولفت غبطته الى ان الاوضاع حتما ستتغير وقد بدأت تتغير، فدماء الشهداء ودموع الابرياء لا تذهب سدى انما تثمر حتما حياة جديدة في الدولة والمجتمع. نحن لا نعرف كيف يتدخل الله في حياتنا، فهو رفيق دربنا وهو يقطع معنا هذه الدرب مهما كلف الامر." وختم الكردينال الراعي باستحضار سيرة حياة البابا القديس يوحنا بولس الثاني الذي فقد الاغلى في حياته، اهله، تحت نير الحرب وظلم النظام، فكان يذهب ليلا لدراسة اللاهوت والرب سار معه وها هو اليوم قديس عظيم. لا احد منا يدرك كم هي عظيمة عناية الرب بنا، وكيف يسير هو معنا، فالمسيح حاضر في كل حين ولكن علينا ان نعرف كيف نسمعه وكيف ننفتح الى كلامه بعد ان احمله هموي.

 

 

 

 

واكرر ان جوابي نعم سنبقى هنا ويمكننا العيش هنا والمحافظة على وطننا وارضنا، فاذا قرر كل واحد منا ترك بلاده فلمن نتركها؟ للارهابيين؟ ان الارض التي رووها اجدادنا وضحوا في سبيلها تستصرخنا لمواصلة هذا التاريخ كي تبقى مقدسة وشاهدة لحضور المسيح ولانجيله."

 

 

 

 

أما البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان فقال: "نعم هناك صعوبات كثيرة تعترض مسار شبيبتنا وحياة عائلاتنا ولكننا إذا ما أردنا حقيقة إتباع يسوع المسيح علينا أن نبقى راسخين في ديارنا أفضل من أن نتغرب عن أرض الٱباء والأجداد".

 

 

 

 

مقابل ذلك، رأى البطريرك يوسف العبسي "اذا ما كانت الشبيبة اليوم تعيش في ظل تشويش كبير فعليها أن تبحث عن أسباب هذا التشويش أهو تشويش سياسي كنسي إقتصادي ومعيشي وعندما تدرك سبب هذا التشويش تستطيع ان تلقي المسؤولية على مسببه.

 

 

 

ولفت إلى أن الكنيسة لا تستطيع ان تحل مكان الدولة، فالكنيسة تساعد من الناحية الروحية وتقدم ما تستطيع ماديا، وبالتالي أسمح لنفسي واقول بعدما شاهدت وسمعت ٱراء شبيبة بغداد ان الشبيبة قد نطقت بالحقيقة ما يوجب عليها التمسك بها".

 

 

 

من جهته، اوضح البطريرك كريكور بدروس العشرون" ان المسيح لم يؤسس شركة تأمين ومن يحب المسيح عليه ان يتبعه ويحمل صليبه لان العلاقة مع المسيح هي بمثابة قصة حب دون شروط وهذه القصة توجب علينا بذل الكثير من التضحيات".

 

 

 

 

وبدوره، نقل البطريرك إبراهيم اسحاق سدراك تحية شبيبة مصر الى شبيبة بغداد مؤكدا ان" الكنيسة لا تنتمي الى أحزاب ولا إلى أشخاص إنما الى يسوع المسيح والانتماء الاصيل معلنة الحق ومدافعة عن المظلوم. وعلى الشبان اليوم ان يميزوا بين السياسة التي تتناول الشأن العام وبين الكنيسة التي تهتم بالتعليم الكنسي والاجتماعي".

 

 

 

المطران وليم شومالي أسف للإنقسام الذي لا يزال موجودا في الكنائس لكنه اعتبر أن التنوع في الكنائس هو عامل غنى، كما ان الكنائس قد توحدت بالألم والهم والمصير فعندما يضطهد مسيحي لا يسألونه من اي كنيسة أنت؟ فقط يضطهد لأنه مسيحي."

 

 

 

 

أما الدكتورة ثريا بشعلاني امينة عام مجلس كنائس الشرق الاوسط فتوجت إلى المرأة العراقية بالقول:" كوني انت، ولا تتمثلي بأحد غيرك، فأنت فيما وهبك الله مخلوقة رائعة، اوكلت إليك الحياة وكما الكنيسة أنت، معطية الحياة وراعيتها ومرشدتها الى الٱب ولكي تكوني على قدر كيانك تتلمذي في المسيح من خلال الصلاة والتأمل في كلية الله يوميا وتثقفي فالثقافة وعي ونور وفهم تقودك في الطريق المستقيم".

 

 

 

 

موقع بكركي.