ندوة لتقديم رسالة قداسة البابا لليوم العالمي51 للسلام «متفرقات

 

 

 

 

 

ندوة في المركز الكاثولكي لتقديم رسالة قداسة البابا لليوم العالمي للسلام

 

 

 

عقد قبل ظهر يوم الخميس رئيس اللّجنة الأسقفيّة "عدالة وسلام" المطران شكرالله نبيل الحاجّ ممثلاً بالأمين العام للجنة د. فادي جرجس، مؤتمرًا صحافيًا، بدعوة من اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام في المركز الكاثوليكيّ للإعلام، قدّم فيه رسالة قداسة البابا فرنسيس لليوم العالميّ للسّلام الواحد والخمسين تحت عنوان "مهجّرون ولاجئون: رجال ونساء يبحثون عن السّلام".

 

يحتفل بهذه المناسبة بالذبيحة الإلهيّة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرّاعي، في 7 كانون الثاني 2018، العاشرة صباحًا، في الصّرح البطريركيّ – بكركي.

 

شارك في المؤتمر إلى جانب د. فادي جرجس، مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الخوري عبده أبو كسم، والمسؤولة الإعلاميّة في اللّجنة السيّدة سوزي الحاج، وعدد من الإعلاميّين.

 

 

 

بداية رحَّب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، وتمنى للمطران الحاج الذي تغيَّب عن هذه الندوة لظروف خاصّة أن يستعيد نشاطه في وقت قريب وقد أوفد ممثلاً عنه الدكتور فادي جرجس وقال:

 

"كما في كلّ سنة نطلق رسالة قداسة البابا فرنسيس لليوم العالميّ للسّلام وهذه السنة تحت عنوان  "مهجّرون ولاجئون: رجال ونساء يبحثون عن السلام". ومن المعروف عن قداسته اهتمامه الشّديد بالفقراء والمهمّشين وقد اختار عنوان هذه الرّسالة لهذه السنة وفكره عندهم في كلّ أنحاء العالم. فقداسته يذكر في رسالته أنّ هناك 150 مليون مهاجر في العالم من بينهم 22 مليون ونصف لاجئ بسبب الحروب أو العوز أو البحث عن مجتمع آمن وحياة أفضل.

 

هؤلاء يهيمون على وجه الأرض، يواجهون الأخطار في البحار وعلى الحدود، منهم من يموت، ونسمع في كلّ يوم هناك منهم من يموت في البحر لأنّهم كانوا يلجأون إلى بلدان بطرق غير شرعيّة. والذين يصلون إلى البلدان التي يقصدونها يعيشون بظروف صعبة، ففكر البابا فرنسيس عندهم.

 

أضف إلى ذلك عدد كبير من النازحين إبّان الحروب في العالم في منطقة الشّرق الأوسط سوريا وليبيا وبلدان إفريقيا، كلّ هذه الحروب لها إنعكاسات سلبيّة على حياة الإنسان وتسبِّب الهجرة والنزوح.  يطلب منّا قداسته الإنتباه لهؤلاء النازحين الذين يعيشون بقربنا وأن نهتمّ بهم وأن يكون عندنا الرّحمة تجاههم وأن نعاملهم بالإكرام وأن ننظر إليهم كإخوة في الإنسانيّة وأن نسعى إلى تقديم السّلام لكي يعيشوا في سلام في المجتمعات التي يعيشون فيها.

 

نحن في لبنان نعاني من أزمة نزوح كبيرة لإخواننا السّوريين في لبنان، هناك أكثر من مليون ونصف نازح يعيشون على أراضينا، أضف إلى هؤلاء حواليّ 750 ألف فلسطيني يعيشون كلاجئين في مخيّمات في لبنان، وبالطبع قاربنا المناصفة نحن وإيّاهم، إنّنا نعيش المناصفة، نحن نهتمّ بإخواننا وننظر إليهم بنظرة إنسانيّة كبيرة، ولكن كما يقول غبطة أبينا البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرّاعي، علينا أن نساعدهم في العودة إلى أرضهم إلى تاريخهم وإلى أوطانهم، ونسعى لكي لا يخسروا تلك الأراضي وتلك المدن الجميلة التي ينتمون إليها في تاريخهم وتراثهم.

 

نسأل الله أن تكون هذه السنة 2018 سنة خير وبركة على كلّ اللّبنانيّين،  وأن تكون سنة سلام لبلدنا العزيز لبنان سلام على المستوى الداخليّ السياسيّ والإجتماعيّ، وسلام لمنطقة الشّرق الأوسط لسوريا وللعراق وفلسطين، وهنا نحيي إخواننا الفلسطينيّون ونقول "نحن معكم لكي تبقى القدس هي عاصمة الأديان التوحيديّة كما أردناها"، وأن يعمّ السّلام في منطقتنا، وأن نكون نحن رسل سلام كلّ منّا في محيطه في بيئته، رسل سلام لمن نلتقي معهم وأن نحمل هذه الرّسالة "رسالة المحبّة إلى جميع الناس".

 

 

 

ثمّ قدّم ممثل المطران الحاج د. فادي جرجس رسالة قداسة البابا ليوم السّلام العالميّ وقال:  

 

 "خصّص البابا فرنسيس رسالته ليوم السَّلام العالميّ الذي يصادف اليوم الاوّل من السّنة الجديدة من كلّ عام لقضية المهجرين واللاجئين الذين يبحثون عن السّلام والذين بإمكانهم تقديم مساهمتهم في بناء السّلام في المجتمعات الجديدة اذا ما تمّ استقبالهم ودمجهم بشكلٍ صحيح حيثما يحلّون.

 

بأسلوب مميز وجذاب بل متطلّب يدعونا البابا فرنسيس الى أن نرى بعين الله "وأن نعانق بروح الرّحمة جميع الذين يهربون من الحرب ومن الجوع، أو مَن هم مُرغمون على ترك أراضيهم بسبب التمييز، والاضطهاد، والفقر والتدهور البيئيّ.

 

لا يتردّد قداسته بأن يهزّ الضّمير العالميّ من خلال التّذكير بعدد المهجّرين المذهل الذي وصل الى مئة وخمسين مليوناً من بينهم إثنان وعشرون مليون لاجئ، يبحثون جميعهم عن مكان يتيح لهم العيش بسلام. ومن أجل ذلك، هم مستعدّون أن يجازفوا بحياتهم وأن يتحمّلوا أخطارًا كبيرة للوصول الى الهدف الذي في بعض الأحيان يُمنعون من بلوغه بسبب العوائق والجدران التي تُبنى لصدِّهم.

 

لكن البابا لا ينفي التحدي الناتج عن استقبال اللاجئ والمهجَّر اذ يتطلّب "التزامًا ملموسًا، وسلسلة مساعدات ورِفقـًا، وانتباهـًا ساهرًا ومتفهّمًا، وتدبيرًا مسؤولاً لأوضاع جديدة معقّدة، تضاف أحيانًا الى أوضاع أُخَرى ومشاكل عديدة موجودةً أصلاً عند البلد المضيف.

 

لذلك يدعو البابا الحكّام الى ممارسة فضيلة الفطنة لدى استقبالهم المهجَّرين واللّاجئين والعمل على حمايتهم وعلى تعزيز طاقاتهم بهدف دمجهم في المجتمع المضيف، من خلال اتّخاذ تدابير عمليّة ضمن الحدود التي يرسمها الخير العامّ بمفهومه الصَّحيح. كما يشدّد قداسته على مسؤوليّة الحكّام تجاه مجتمعاتهم الخاصَّة وعلى أهميّة التوفيق بين ضرورة استقبال المهجَّرين وبين وجوب ضمان حقوق المجتمعات المستقبلة وتنميتها المتناغمة، "وألاّ يكونوا مثل الباني الجاهل الذي أخطأ بالحسابات ولم يستطع أن يكمل البرج الذي شرع ببنائه".

 

هذا ويحذّر الأب الأقدس من خطر "الإستهزاء بالكرامة الإنسانيّة" عبر نشر أفكار في العديد من البلدان من شأنها "تضخيم أمن المجتمع الدوليّ أو عبء استقبال المهجّرين"، والتي تؤدّي في نهاية المطاف الى خلق حالة ذعر وخوف في القلوب وكراهية تجاه النزلاء.

 

لننظر الى ظاهرة الهجرة العالميّة "نظرة ملؤها الثقة" بعكس نظرة العالم لأنّنا جميعنا، كمهجّرين وشعوب محلّية تستقبلهم، "ننتمي إلى عائلة واحدة، كما أنّه للجميع الحقوق نفسها في الاستفادة من خيرات الأرض التي هي عالميّة" كما يعلّمنا ايّاه التعليم الاجتماعيّ للكنيسة المبنيّ على مبادئ التضامن والمشاركة.

 

ويذكرنا قداسته بأنّه علينا أن ننظر الى المدينة التي نعيش فيها نظرة تأمليّة "أي نظرة إيمان تكتشف ذاك الإله الذي يسكن في بيوتها، وفي طرقها، وفي ساحاتها. هذه النظرة الجديدة "تعزّز التضامن، والأخوّة، والتوق للخير، والحقّ، والعدل"، وتحقّق السّلام المرجو.

 

من جهة ثانية وعندما ننظر الى المهجّرين واللّاجئين بموضوعيّة، نرى أنّهم لا يصلون الى البلدان المستقبلة فارغي الأيدي بل يصلون حاملين "زخمًا من الشّجاعة وطاقاتهم وقدراتهم وتطلعاتهم وفوق كلّ شيء كنوز ثقافتهم الاصليّة. واذا تحلّينا بنظرة الإيمان سوف نرى الإبداع والمثابرة وروح التضحية التي يتحلّى بها عدد لا يُحصى من الأُسَر والجماعات والناس في جميع أنحاء العالم، الذين يفتحون الأبواب والقلوب للمهجّرين واللاجئين، حتى عندما تكون الموارد غير وفيرة".

 

 وحدهم الذين ينعمون بنظرة الإيمان يستطيعون أن يلمسوا "براعم السّلام" التي تحوّل مدننا من مدن مقسَّمة بسبب الصِّراعات الناتجة عن وجود المهجَّرين الى واحات سلام. لذلك يقترح البابا خطّة عمل روحيّة وعمليّة مشدِّدًا على أسس أربعة: الاستقبال والحماية، والتعزيز والدّمج.

 

إنّ الاستقبال يتطلّب "توسيع امكانيّات الدّخول الشرعيّ" مع وجوب التوفيق بين حماية الأمن القوميّ واحترام حقوق الإنسان. أمّا الحماية فتدفعنا الى الاعتراف بكرامة الإنسان التي لا يمكن انتهاكها بل يجب حمايتها كما يجب عدم استغلال الضعفاء كالنساء والأولاد. وأمّا التعزيز فيعني العمل على التنمية البشريّة للمهجّرين واللاجئين وخاصَّة على تأمين العلم للاطفال والشباب. والدمج من ناحيته يقوم على قبول مشاركة القادمين الجدد في حياة المجتمع بشكل كلّي عبر "ديناميكيّة إثراء متبادلة".

 

يتمنى البابا أن تقود هذه الرّوح المنظمّات المعنيّة في الأمم المتحدة بغية وضع ميثاقين شاملين في العام  2018 أحدهما من أجل هجرة آمنة ومنظّمة ومنتظمة والآخر بشأن اللاجئين.

 

يستشهد البابا فرنسيس في ختام رسالته بقول للبابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني بمناسبة اليوم العالميّ لللاجئ في العام 2004، يؤكد فيه "إذا كان كثيرون يتقاسمون "الحلم" بعالم فيه سلام، وإن أعطينا قيمة لمساهمة المهجّرين واللاجئين، تصبح البشريّة أكثر فأكثر أسرة الجميع، وتصبح أرضنا "بيتا مشتركًا حقيقيّا". فلنستلهم من القدّيسة فرانشيسكا سافيريو كابريني التي كرّست حياتها لخدمة المهجّرين وأصبحت شفيعتهم ، "كيف نستقبل، ونحمي، ونعزّز وندمج أخواتنا وإخوتنا هؤلاء".

 

ودعا د. جرجس المؤمنين للمشاركة بالقدّاس الإلهيّ في 7 كانون الثاني 2018،  للإحتفال باليوم العالمي للسّلام الذي تقيمه اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام"، والذي سيترأسه غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرّاعي، في الصّرح البطريركيّ - بكركي، العاشرة صباحًا، وسيشارك فيه ممثلي الرُّؤساء الثلاثة وقائد الجيش والرَّسميِّين والقياديِّين الروحيِّين والسياسيِّين والعسكريِّين، وسيتمّ في نهاية الإحتفال، تكريم شهداء عرسال.

 

 

 

 

المركز الكاثوليكي للإعلان.