الأربعاء الخامس من الصوم الكبير «الإنجيل

 

 

إنجيل اليوم  (لو 7: 11-17)

 

11 وكَان بَعدَ ذَلِكَ أن ذَهَبَ يَسُوعُ إِلى مَدينَةٍ تُدعَى نَائِين، وذَهَبَ معَه تَلاميذُه، وجَمعٌ كَثير.

 

12 واقَتَرَبَ مٍن بابِ المَدينة، فَإِذا مَيْتٌ مَحْمول، وهو ابنٌ وَحيدٌ لأُمِّهِ الَّتي كَانَت أَرمَلَة، وكانَ مَعَهَا جَمعٌ كثيرٌ مِنَ المَدينة.

 

13 ورَآها الرَّبُّ فَتَحَنَّنَ عَلَيها، وقالَ لَها: "لا تَبكي!"

 

14 ثُمَّ دَنا ولَمَسَ النَّعْش، فوقَفَ حامِلوه، فقالَ: "أيُّها الشَابّ، لَكَ أَقُولُ: "قُمْ!"

 

15 فجَلَسَ المَيتُ وبَدَأَ يَتَكَلَّم، فسَلَّمَهُ يَسُوعُ إِلى أُمِّه.

 

16 واستَولى الخَوفُ علَى الجَميع، فأَخَذُوا يُمَجدِّونَ الله ويَقولُون: "لَقَد قامَ فينا نَبِيٌّ عَظيم، وتَفَقَّدَ اللهُ شَعبَهُ!"

 

17 وذَاعَت هذه الكَلِمَةُ عَنهُ في اليَهودِيَّةِ كُلِّها، وفي كُلِّ الجِوَار.

 

 

 

أوّلًا قراءتي للنصّ

 

 يسوع مع تلاميذه وجمع كثير على باب مدينة تُدعَى نائِين، في الجليل: هناك التقى بجمع كبير من المدينة، يشارك في مأتم شابّ، هو ابنٌ وحيدٌ لأمٍّ أرملة؛ فتحنَّنَ يسوع على هذه الأمّ الحزينة، وقال لها: "لا تبكي"؛ وقال لابنها الشابّ،  وهو في نعشه، وبعد أن لمس النعش وأوقَفَ حامليه، "أيّها الشابّ، لك أقول: "قُمْ!" فجلس وبدأ يتكلّم! فسلّمه يسوع لأمّه سالمًا؛ هكذا أظهر يسوع لتلاميذه وللجمع المرافق، وللجمع المشارك في المأتم، سلطانه على الموت! فاستولى الخوف على الجميع، وأخذوا يمجّدون الله ويشكرونه على افتقاده لشعبه؛ وذاع هذا الحدث في بلاد اليهوديّة وكلّ الجوار.

 

 

 بادرة يسوع وحنانه على الأمّ الأرملة الثكلى من وحيدها، يذكّران  بإحياء ابن أرملة صَرْفَتْ صَيدا على يد النبيّ إيليّا (1 مل 17: 17-24)، وابن الشُّونَمِيّة على يد النبيّ إليشاع (2 مل 4: 18-37)؛ لا يذكر العهد القديم إحياء موتى إلّا على يدهما.

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

يرينا لوقا في هذا النصّ، حنان يسوع في علاقته مع الذين يعرفون الحزن والتعاسة.

 

 شرح عبارات وكلمات

 

 نَائِين (11) مدينة من الجليل.

 

 

رآها الربّ (13)

 

رآها يسوع دون أن يطلب منه أحد ذلك؛ تحنَّنَ عليها، تحرّكت أحشاؤه: كلمات جوهريّة في إنجيل لوقا؛ يسوع هو الربّ، هو سيّد الحياة والموت؛ يسمّي لوقا يسوع الربّ حوالي عشر مرّات، ولا يسمّيه متّى ومرقس بهذا الإسم إلّا مرّة واحدة (متّى 21: 3؛ مر 11: 3).

 

 قُمْ (14)

 

استعمل هذا الفعل للحديث عن القيامة الأخيرة (دا 12: 2)، وعن إقامة يسوع للموتى (7: 22؛ 8: 54)، وعن قيامة الربّ (9: 22؛ 24: 6، 34).

 

 فسلّمه يسوع إلى أمّه (15)

 

هكذا فعل إيليّا مع الأرملة (1 مل 17: 23).

 

 اليهوديَّة، الجوار (17)

 

اليهوديّة تدلّ على أرض اليهود، بما فيها الجليل؛ والجوار تدلّ على العالم الوثنيّ؛ شهرة يسوع تعدّت العالم اليهوديّ، ولم تنحصر في شعب واحد، ولا في أرض واحدة.

 

 الآية (16)

 

أخذ الجميع يمجّدون الله، هذا ما يفعله الناس أمام ظهور الله، واجتراحه المعجزات؛ وقالوا: ظهر فينا نبيّ عظيم، مثل إيليّا وإليشاع الَّلذّين أقاما الموتى. وقالوا أيضًا: وتَفَقَّد الله شعبه: حاملًا النعمة أو العقاب، كما رأينا.

 

 

الأب توما مهنّا