الأحد الخامس من زمن العنصرة «الرسالة

 

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي (3/ 7 - 14)

 

 

دعوة الرسل

 

 

يا إِخْوَتِي، إِنَّ كُلَّ هذِهِ الأُمُورِ الَّتي كَانَتْ لِي رِبْحًا، حَسِبْتُهَا مِن أَجْلِ المَسيحِ خُسْرَانًا.

 

بَلْ إِنِّي أَحْسَبُ كُلَّ شَيءٍ أَيْضًا خُسْرَانًا، إِزاءَ الرِّبْحِ الأَعْظَمِ وهو مَعْرِفَةُ المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذي مِنْ

 

أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ شَيء، وأَحْسَبُهُ نُفَايَةً لأَرْبَحَ المَسِيح،

 

وأُوجَدَ فيهِ مُبَرَّرًا لا بالبِرِّ الَّذي مِنَ الشَّرِيعَة، بَلْ بالبِرِّ الَّذي منَ الإِيْمَانِ بالمَسِيح، والَّذي هُوَ مِنَ الله،

 

والقَائِمِ عَلى الإِيْمَان.

 

وذلِكَ لِكَي أَعْرِفَهُ وأَعْرِفَ قُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وأَشتَرِكَ في آلامِهِ، مُتَشَبِّهًا بِهِ في مَوتِهِ،

 

لَعَلِّي أَبْلُغُ القِيَامَةَ مِن بَيْنِ الأَمْوَات.

 

ولا أَدَّعِي أَنِّي قَدْ حَصَلْتُ على ذلِكَ، أَو أَنِّي بَلَغْتُ إِلى الكَمَال، لكِنِّي أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُهُ، لأَنَّ المَسِيحَ

 

يَسُوعَ أَدْرَكَنِي!

 

أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنَا لا أَظُنُّ أَنِّي أَدْرَكْتُ، ولكِنْ يَهُمُّنِي أَمْرٌ وَاحِد، وهُوَ أَنْ أَنْسَى ما ورَائِي، وأَمْتَدَّ إِلى ما

 

أَمَامِي.

 

فأَسْعَى إِلى الهَدَفِ لأَفُوزَ بالجَائِزَةِ العُلْيَا الَّتي يَدْعُونَا اللهُ إِلَيْهَا في المَسِيحِ يَسُوع.

 

 

البُعد الروحي:

 

من يوم لقيَ بولس فجأةً، على طريق الشام، وجه يسوع المسيح، سقطت من عينيه كلّ امتيازاته اليهوديّة

 

التقليديّة، وحلّ الإيمان وحده محلَّ الشريعة وكلّ امتيازاتها. تخلّى عن كلّ شيء، وجاهد في سبيل

 

المسيح، واشترك في آلامه حتّى الموت بالاستشهاد. يعي بولس مقدار النعمة التي وُهبت له، ويعي كم

 

يبقى عليه أن يجاهد في سبيلها.