الخميس الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب «الرسالة

 

 

رسالة اليوم (رؤ 12/ 1-12)

 

 

ظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ في ٱلسَّماء، ٱمْرَأَةٌ مُوَشَّحَةٌ بٱلشَّمْس، وتَحْتَ رِجْلَيْهَا ٱلقَمَر، وعَلى رَأْسِها إِكْلِيلٌ مِنِ ٱثْنَي عَشَر كَوْكَبًا، وَهِيَ حُبْلَى تَصْرُخُ مُتَمَخِّضَةً مُتَوَجِّعَةً لِتَلِد.

 


وَظَهَرَتْ آيَةٌ أُخْرَى في ٱلسَّمَاء، فَإِذا تِنِّينٌ أَحْمَرُ عَظِيم، لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وعَشَرةُ قُرُون، وعلى رُؤُوسِهِ سَبْعَةُ تِيجَان. وَذَنَبُهُ يَجُرُّ ثُلْثَ كَوَاكِبِ ٱلسَّمَاء، فأَلقَاهَا على ٱلأَرْض. ووَقَفَ ٱلتِّنِّينُ أَمَامَ ٱلْمَرْأَةِ ٱلمُشْرِفَةِ عَلى ٱلوِلادَة، لِيَبْتَلِعَ وَلَدَهَا حِينَ تَلِدُهُ.


وَوَلَدَتِ ٱبْنًا ذَكَرًا، وهُوَ ٱلمُزْمِعُ أَن يَرْعَى جَمِيعَ ٱلأُمَمِ بِعَصًا مِنْ حَدِيد، فَخُطِفَ وَلَدُهَا إِلى ٱلله وإِلى عَرْشِهِ. وَهَرَبَتِ ٱلمَرْأَةُ إِلى ٱلبَرِّيَّة، حَيْثُ أَعَدَّ لَهَا ٱللهُ مَوْضِعًا، لِكَي يَقُوتَها هُنَاكَ أَلْفًا ومِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَومًا.


وَحَدَثَتْ حَرْبٌ في ٱلسَّماء، مِيخَائِيلُ وَمَلائِكَتُهُ يُحَارِبُونَ ٱلتِّنِّين. وٱلتِّنِّينُ وَمَلائِكَتُهُ حَارَبُوا فَمَا قَدِرُوا، ولا وُجِدَ لَهُم مَوْضِعٌ بَعْدُ في ٱلسَّمَاء.

 


وأُلْقِيَ ٱلتِّنِّينُ ٱلعَظِيم، ٱلْحَيَّةُ ٱلقَدِيْمَة، ٱلْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وٱلشَّيْطَان، مُضَلِّلُ ٱلْمَسْكُونَةِ بِأَسْرِهَا، أُلْقِيَ إِلى ٱلأَرْض، وأُلْقِيَ مَعَهُ مَلائِكَتُهُ.


وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا في ٱلسَّمَاءِ يَقُول: «أَلآنَ صَارَ لإِلهِنَا ٱلخَلاصُ وٱلقُدْرَةُ وٱلمَلَكُوتُ وَلِمَسِيحِهِ ٱلسُّلْطَان، لأَنَّ ٱلَّذي يَشْكُو إِخْوَتَنا قَدْ أُلْقِيَ إِلى ٱلأَرْض، ذَاكَ ٱلَّذي كانَ يَشْكُوهُم أَمَامَ إِلهِنَا نَهارًا ولَيْلاً. وهُم ظَفِرُوا عَلَيهِ بِدَمِ ٱلحَمَل، وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِم، وما فَضَّلُوا حَيَاتَهُم على ٱلمَوْت.


لِذلِكَ تَهَلَّلِي، أَيَّتُها ٱلسَّمَاوَات، ويَا أَيُّها ٱلْمُقِيمُونَ فيهَا. وٱلوَيلُ للأَرْضِ وٱلبَحْر، لأَنَّ إِبْلِيسَ هَبَطَ إِلَيْكُما، وَبِهِ سُخْطٌ شَدِيد، لِعِلْمِهِ أَنَّ لَهُ وَقْتًا قَلِيلاً».