آمِنْ بِأنَّ اللهَ صارَ إنسانًا
«القوت اليومي

 

 

 

 

فهَلْ عَبَثاً تَجَسَّدَ المَسيحُ؟ هَلْ تَعاليمُنا هِيَ مُجَرَّدُ كَلِماتٍ مُنَمَّقةٍ وادِّعاءَاتٍ بَشَريَّة؟ أليْسَ الكِتابُ المُقدَّسُ وَتَنَبُّوءَاتُ الأنبياءِ هِيَ لِخَلاصِنا؟ فاحْفظْ إذنْ هذِهِ الوَديعَة، ولا يَحِدْكَ أحَدٌ عَنْها، آمِنْ بأنَّ الله صارَ إنسانًا. وَعَلينا أنْ نُبَيِّنَ بِأنَّ في اسْتِطاعَةِ اللهِ أنْ يَصيرَ إنْسانًا.

 

وإذا اليَهودُ لمْ يُؤمِنوا، فنُجيبُهُمْ، إنَّنا نُبَشِّرُ بِشَيءٍ جَديدٍ عِنَدَما نَقولُ بِأنَّ الله صارَ إنسانًا. ألا تَقولون: إنَّ إبراهيمَ أضافَ الرَّبّ؟ ما هُوَ الشيءُ الجَديدُ الذي نُبَشِّرُ بِهِ، بِما أنَّ يَعْقوبَ يَقول: "إنّي رَأيْتُ الله وَجْهًا لِوَجْهٍ وَنَجَتْ نَفسي".

 

ألرَّبُّ الذي أكَلَ مَعَ إبراهيم، أكَلَ أيْضًا مَعَنا، فما هُوَ إذن الشّيْءُ الجَديدُ الذي نُبَشِّرُ بِهِ؟ وَلَديْنا شاهِدانِ وَقفا على جَبَلِ سيناءَ أمامَ الرَّبّ. كانَ موسى في نُقرَةِ الصَّخْرَة، وإيليّا كذلِكَ كانَ في نُقرَةِ الصَّخْرَة. وكانَ كِلاهُما حاضِرَينِ عِنْدَ تَجَلّيهِ على جَبَلِ طابور.

 

وكانا يَتَكلمانِ مَعَ الرُّسُلِ عَنْ خُروجِهِ الذي كانَ مُزْمِعًا أنْ يُتَمِّمَهُ في أورَشَليم. لقدْ أثبَتْنا في ما تَقدَّمَ أنَّ في اسْتِطاعَةِ اللهِ أنْ يَصيرَ إنْسانًا، وَنحنُ نَتْرُكُ لِلغَيورينَ مَهَمَّة جَمْعِ ما تَبَقّى مِنَ الأدِلّة.

                                                                          

القِدِّيسِ كِيرِلـُّسَ الأورَشْليميّ (+ 387)