ألآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ بِسَلام «القوت اليومي

 

 

إن كان يكفي بأن تلمس امرأة مريضة ثوب الرّب يسوع لتشفى، فكيف بسمعان الذي حمل هذا الطفل الإلهي بين ذراعيه؟ كم كانت سعادته كبيرة عندما حمل بين ذراعيه ذاك الذي أتى ليحطّم سلاسل الأسرى، والذي كان يعلم بأنّه الوحيد القادر على تحريره من سجن جسده راجيًا الحياة الآتية؟

 

"وبَارَكَ اللهَ وقَال: ألآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ بِسَلام، أيُّهَا السَّيِّد، بِحَسَبِ قَولِكَ". حين قال "أيُّهَا السَّيِّد"، فهو اعترف بأنّه سيّد الموت والحياة، وجاهر بألوهيّة الطفل الذي كان يحمله بين ذراعيه، وكأنّه قال: طالما لم أحمل المسيح بين ذراعيّ، فأنا ما زلت أسيرًا وغير قادر على التحرّر من قيودي.

 

 

لو أمعنتم في كلام الأبرار، لوجدتم بأنّهم جميعًا ينوحون على بؤس هذا العالم وعلى الاستطالة البائسة لهذه الحياة. قال داود: "ويلٌ لي، فإنّ غربتي قد طالت" (مز120[119]: 5).

 

تأمّلوا هذا البارّ الذي أراد أن يرى جدران سجن جسده السميكة تسقط ليكون مع يسوع المسيح. فليأتِ إلى الهيكل إذًا كلّ مَن يريد الخلاص، وليتوجّه إلى أورشليم، ولينتظر مجيء مسيح الربّ، وليحمل بين يديه كلمة الله، وليحضنه بين ذراعيّ إيمانه؛ عندها، ستتحطّم القيود، ولن يرى الموت أبدًا لأنّه سيكون قد رأى بعينيه مَن هو الحياة.

 

أوريجينُس (نحو 185 - 253)