أناشيد القيامة «القوت اليومي
أُعــطِــيَ لـنـا حَـبــرٌ جـسـدُهُ لـلـذبــــح ِ ودمُــــهُ لـلـنـَّـضـــح ِ
تبارَكَ كمالهُ!
طـارَ، انـحـدرَ راعـي الـكـُلّ يـطـلـُبُ آدَمَ الـخـروفَ الـضَّـالّ
حَـمِـلهُ عـلى كـتِـفـَيـهِ وصعِدَ، صارَ قــربـانـًا لــرَبِّ الـخـرافْ
تباركَ انحِدارُهُ!
هـطـلَ الـنـَّدى والمطـرُ الحَيّ على مـريـمَ الأرض ِ العَـطـشــى
حبَّة ُ قمح ٍ وَقعَتْ في الجحـيـمْ فصعِـدَتْ حُـزمة ً وخُبزًا جـديـدا
تبارَكَ قربانهُ!
منَ العُلى انحدَرَتْ إلينا القدرة ومنَ الـحـشـا أشـعَّ لـنـا الـرَّجـاءْ
منَ القبر ِ اشرَقتْ علينا الحياة وعن ِ الـيـمـيـن ِ جـلـسَ مَـلِـكـُنـا
تبارَكَ جلالهُ!
مِثلَ النـَّهـر ِ جرى منَ الـعُـلـى ومِثلَ الشَّجـرةِ نـبَـَتَ منْ مـريَـم
مِثلَ الثــَّمَرَةِ تدَلـَّى منَ الخشَبَة ومِثلَ الباكورَةِ صَعِدَ إلى السَّماءْ
تبارَكتْ مشيئتهُ!
جاءَتْ كـلَمَة ُ الآبِ منْ حِضنِـهِ لـبـسَـتْ جـسَـدًا في حِـضن ٍ آخَر
خرَجَتْ منْ حضن ٍ إلى حِضن ٍ فامتلأتْ منها الأحضانُ النـَّقـيَّـة
تبارَكَ الحالُّ فينا!
مـنَ الـعُـلـى انــحَـــدرَ سـيِّــدًا ومـنَ الـحـشــا خــرَجَ عَـــبْـــــدا
فـجَـثـا لهُ الموتُ في الجحـيـم وسَجدَتْ لـهُ بانـبـعـاثـهِ الـحـيــاة
تبارَكَ ظفرُهُ!
مـريـَمُ حـمَـلـَتـهُ طــفــــــلاً والـكـــــــــاهــــنُ قــــربـــانـًـــا
والـصَّـلـيـــبُ مـقـــتــــولاً والـسَّــمـــــــــاواتُ إلـــــهـًــــــا
ألمجدُ لأبيهِ!
مــنَ اللـــهِ لاهـــــوتـُـــــهُ ومــنَ الـمـائـتـيـنَ نـاسـوتـُـــــهُ
منْ مَلكيصادَقَ كهَـنـوتـُــهُ ومِنْ بـيـتِ داوُدَ مَــلـكــوتـُـــــهُ
تبارَكَ اتـِّحادُهُ!
كانَ في العُرس ِ بينَ المَدعوِّينْ وفي الـتـَّجـربَةِ بينَ الصَّائمـيـنْ
كانَ في الجهـادِ بينَ السَّاهـرينْ وكانَ مُعـلـِّمًا في بيتِ المَـقـدِسْ
تبارَكَ التتلمُذ ُ لهُ!
عَن ِ المَرضى لمْ يَحبسْ قدَمَيهِ وعَن ِ السُّذَّج ِ لمْ يُمسِكْ كـلِماتِهِ
في الانحدار ِ بلـغَ الـسُّفـلِـيِّـيـنَ وفـي الــصُّـعـــودِ الـعُـلـويِّـيـنْ
تبارَكَ مُرسِلهُ!
مَــولِـــدُهُ تــطـهــيـــرٌ لــنـــا وعِـــــمــــــــادُهُ غـُـــفــــــرانْ
مَــوتـُــــــــــهُ حــــيـــــــــاة وصُــعـــــودُهُ ارتِــــفـــــــــاعْ
حَقَّ لهُ الشُّكران!
عَـــدَّهُ الـشَّـرِهــونَ أكـــولاً أمَّا العارفـونَ فـقـائِــتَ الجميعْ
حَسِبَهُ السِّكـِّـيـرونَ شَـروبًـا أمَّا الـعُــقــلاءُ فـسـاقِـيَ الجَميعْ
تبارَكتْ عِنايتهُ!
حُسِبَ في النـَّهر ِ بينَ المُعَمَّدينَ وفي الـبحـر ِ بينَ الـنـَّائِـمـيـنْ
كالمَقـتول ِ عُـلـِّقَ عـلى الخَشَبة وكـالجُـثـَّةِ وُضِعَ في الـقــبــرْ
تبارَكَ اتـِّضاعُهُ!
أنـَّى لنا مِثلكَ أيُّها الرَّبّ! ألعظيمُ الذي تصاغَرَ والسَّاهـرُ الذي رَقـدَ؟
ألنـَّقيُّ الذي عُمِّدَ والحَيُّ الذي مات؟ ألمَلِكُ الذي حُـقـِّرَ لِـيُـكـرمَ الجَـمـيعْ
تبارَكَ مَجدُكَ!
مار افرام السُّريانيّ (من آباء الكنيسة)