أيّها المولود... «القوت اليومي

 

 

 

 

أيّها المولود...

 

 

 مباركٌ ومقدَّسٌ وممجَّدٌ أنتَ أيُّها المولودُ الآتي لتزورَ أرضَنا.

 

 قدُّوسٌ قدُّوسٌ قدُّوسٌ أنتَ في نشيدٍ أبديٍّ مع سكّانِ السّماءِ.

 

 كلمة صرتَ جسدًا وأبصَرنا مجدَك، مجدَ وحيدٍ من الآبِ مع سكَّانِ الأرض

 

 بكَ بشَّرَنا الملاكُ: "اليومُ وُلد لكم مخلِّصٌ وهو المسيحُ الربُّ"

 

 بميلادِكَ في مدينةِ داوود صارَ العالمُ كلُّه بيتَ لحم تهليلٍ وترنيمٍ

 

ربّي! العالمُ كلُّه غارقٌ في فرحةِ ميلادِكَ، صوتًا وصورةً ونورًا

 

 وطنُنا محرومٌ من كلِّ المباهِج التي يُعيِّدُ بها سِوانا، وما همَّ؟!

 

 وطنُنا مُعيِّد بدموعٍ ما إنْ تجفُّ حينًا حتّى تعودَ لتملأَ العيونَ،

 

 بيوتُ كثيرٍ من أحبّائنا مقفلةٌ لأنَّ أصحابها هَجَروها لصروف الزَّمانِ

 

 طرقاتُنا مظلمةٌ لأنَّ مصابيحَها قد أُطْفِئَت ولاتَ مَن يُضيئُها!

 

 ساحاتُ مُدنِنا مقفرةٌ لأنَّ مالئيها بالأمس هُم اليوم غائبون

 

 عدوُّ الخيرِ قتلَ الآباءَ وأثكلَ الأُمَّهاتِ ويتَّمَ الأبناءَ وكسرَ القلوبَ

 

 رجاؤنا أكبر من أن تحطِّمَهُ الأيّامُ، وأن تغلبَهُ أثقالُ الصِّعابِ

 

 عندنا نجمة ميلادك نراها طالعةً متوهِّجةً من وراء الغيومِ

 

 عندنا كنيستنا العامِرة تملأها حشودُ المصلِّين الأنقياء

 

عندنا رجاء الأطفال الأبرياء، والشّباب الأقوياء، والشّيوخ الحكماء

 

مع كلِّهم عيدنا نشيدُ فرحٍ، مجدًا لك يا ربَّ السّماء، وسلامًا لإخواننا بَني البشر ذوي الإرادةِ الصّالحة،

 

هلِّل - هلِّل - هلِّلونُوي

 

 

                                                    المونسنيور طوبيّا أبي عاد