الرّوح القدس حاضر «القوت اليومي

 

لم يحضر الرّوح القدس إلى العالم،

ويقم فيه كأقنوم وشخص إلا بعد العنصرة،

إذ أصبحت الخليقة أهلاً لاستقبال الرّوح،

فنزل ليملأ بحضوره الكنيسة المفتداة المغتسلة والمطهّرة بدم المسيح.

 

غير أنّ الرّوح القدس في مجيئه الشّخصيّ هذا،

لا يعلن عن شخصه وأقنومه: إنّه يأتي باسم الإبن،

وذلك كما جاء الإبن باسم الآب،

فأقانيم الثالوث الأقدس تشهد لبعضها البعض،

فالإبن يشهد للآب،

وبالرّوح القدس نعرف يسوع المسيح ربّاً.

 

لكنّ الرّوح القدس ليس له صورته في أقنوم آخر:

إنّه يبقى غير مُعلَن وغير مكشوف،

ومتخفّياً وراء حضوره بالذات وفي ظهوره بالذات،

لأنّ العهد القديم أظهر الآب والعهد الجديد أظهر الإبن،

أمّا الآن فالرّوح القدس حاضر،

يحيا بيننا متخفّياً وراء حضوره.

 

الأب الياس مرقص