الرّوح القدس في الإنسان «القوت اليومي

 

قبل أن يكون الرّوح القدس هدف صلاتنا ومبتغاها،

هو مصدرها وقوّتها ودافعها والموحي بها.

إنّه، الذي يُصلّي فينا ويتضرّع إلى الآب من أجلنا.

الرّوح القدس هو المؤدّب الأعظم،

الذي يُشجّع الإنسان بدون ملل،

في سعيه إلى الحوار مع المسيح،

والشّركة معه وبواسطته مع الآب.

 

الرّوح القدس هو أيضاً موضوع الصّلاة والجهاد الرّوحيّ،

إنّ هدف الحياة المسيحيّة،

يكمن في إقتناء الرّوح القدس.

 

إنّ طلب مجيء ملكوت الله،

يُوازي طلب حلول روح المسيح،

وينتج من هذا الإقرار الكثير من التأكيدات،

التي سبق وذكرناها عن الرّوح القدس،

فيكون إستدعاء الرّوح القدس،

الصّلاة الشّاملة الواثقة التي تصل،

بعيداً عن كلّ كلام، إلى صمت المحبّة.

 

يمكننا القول إنّ الصّلاة للرّوح القدس،

هي الصّلاة من أجل الصّلاة،

الدّخول في وضع صلاة،

وتوجيه ذواتنا نحو الحوار.

 

إنّ الرّوح القدس هو القوّة الدّاخليّة،

التي تُثير الدّعوات إلى الخدمة والتكريس في الكنيسة.

إنّها توقظ الشّوق إلى الله في داخل الطفل،

تسمعه نداءه بتأنٍّ وثبات،

وتعطيه الرّغبة في الخدمة الكهنوتيّة وتذوّق الكنيسة،

وتجعله يختبر في داخله الفرح الناتج عن العيش في حضرة الله.

فإمّا أن يقترب هذا النداء ويقوى،

أو أنّه يبتعد ويتلاشى.

 

الأب بوريس بوبريتسكي