تَعالَ، أيُّها الرَّبُّ يَسوع «القوت اليومي

  يَظهَرُ لنا المَسيحُ في سِفْرِ الرُؤيا وَكأنَّهُ دَوْماً آتٍ. وَلِمَجيئِهِ مَعانٍ عِدَّة :

أتى المَسيح، هُوَ اللهُ أتى إلينا، هُوَ خَلاصُ اللهِ الأعْظَم : هذا مَوضوعُ إيمانِنا!

والمَسيحُ سَيَأتي، وَتَبْلُغُ فيهِ جَميعُ الأشياءِ كمالَها وَتَمامَها، كما يُؤكِّدُ لنا القِدِّيس بولُس : "إنَّ انتِظارَ الخَليقةِ يَتَوَقَّعُ تَجَلّيَ المَجْدِ في أبناء الله". وقالَ أيْضاً : "نَحْنُ نَعْلَمُ أنَّ الخَليقة كُلَّها تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ حتّى الآن. وليسَ هِيَ فقط بَلْ نَحْنُ الذينَ لنا باكورةُ الرُّوح، نحْنُ أيْضاً نَئِنُّ في أنْفُسِنا مُنْتَظِرينَ التّبَنِّي، افتِداءَ أجْسادِنا". فالعالَمُ كُلُّهُ في انْتِظار، وَصَلاتُنا نَفْسُها تَبقى مَشدودةً إلى ذلكَ الكَمالِ النُّهْيَويّ.

بِهذا النِّداء : "تَعالَ، أيُّها الرَّبُّ يَسوع"، يَجِبُ أنْ تَجْمَعَ صَلاتُنا انْتِظارَ جَميعِ النّاسِ المُحْدِقينَ بنا، وَكُلَّ آلامِهِمْ الجَسَدِيَّةِ والرُّوحِيَّة، لأنَّ حَياتَنا وَحَياةَ كُلِّ إنْسانٍ حَوْلنا، هِيَ في مَجْرى تَيّارِ الخَلقِ الشّامِل، يَصُبُّ في المَسيحِ يَسوع.

والمَسيحُ لنْ يَنْفَكَّ يأتي. وَمَجيئُهُ حَقيقةٌ حاضِرَةٌ في كُلِّ واحِدٍ مِنّا. وَهُوَ قائِلٌ لنا: "هاءَنذا واقِفٌ على البابِ أقرَع. فإنْ سَمِعَ أحَدٌ صَوْتي وَفتَحَ الباب، أدخُلُ إليهِ وأتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعي". فإنْ تَرَكْناهُ يَدْخُل، يُشْرِكُنا في عَطاياهُ وَخَيْراتِه. ولذلِكَ يَطلُبُ مِنّا أنْ نَتَرَقَّبَ دَوْماً مَجيئَهُ وَنَفْتَحَ لهُ نَوافِذَ قُلوبِنا. فَلْنَفْتَحْ لهُ القُلوب، لِيُحَقِّقَ فينا وَبِنا ما يشاء، وَيُفَجِّرَ في أعْماقِنا يَنْبُوعَ حُبٍّ وَحَياةٍ ليْسَ يَنْضَب !

الكَردينال دانْيِلُو (+1974)