عيد القدّيسين بطرس وبولس «القوت اليومي

القديس بطرس 

 وُلِدَ بطرس في بيت صيدا على شاطئ طبريا في الجليل وكان اسمه بالآرامية شمعون بن يونا. أصبح مع أخيه اندراوس صياد سمك على البحيرة. تزوج وسكن في كفرناحوم ولا نعلم إذا ما كان قد رزق أولاداً.

يخبر التقليد عن ابنة له اسمها بطرونيلا. أصبح بطرس واندراوس تلميذي يوحنا المعمدان ثم تبعا يسوع. كان بطرس ذا طبع حاد ومستقيم. أحبَ يسوع وتبعه عن نية مستقيمة. سلّمه الرب مقاليد الكنيسة في قيصرية فيليبوس وثبته في الرئاسة بعد القيامة. مارس بطرس سلطته بعد صعود الربّ الى السماء.

أنكَرَ الرّبّ لكنّه ندم وبكى. بشّر أوّلاً في أوراشليم ثم إنتقل إلى انطاكية ومنها إلى قورنثية وروما. وقد أخبرنا البابا اقليمس حوالي السنة 100 أن بطرس تعذّب كثيراً في روما. كتب الرسالتين المحفوظتين باسمه.

وحفظ لنا مرقس الإنجيليّ طريقته التبشيريّة. يخبر التقليد أنّه صُلِبَ على تلة الفاتيكان ورأسه إلى أسفل في 29 حزيران سنة 67 في عهد نيرون. دفن في مقبرة الفاتيكان حيث اليوم كنيسة مار بطرس والمقرّ البابويّ.

القديس بولس

 وُلِدَ بولس الرّسول في طرسوس كيليكيا حوالي السنة 7 مسيحية. وكانت طرسوس مشهورة بثقافتها وازدهارها. دُعيَ "شاول" وقد قال عن نفسه : "أنا الذي اختُتِنَ في اليوم الثامن، من آل إسرائيل، من سبط بنيامين، عبراني، فريسي، مضطهد للكنيسة... إلا أن ما كان لي ربحاً عددته من أجل المسيح خسراناً" (فيلبي 3 /4-7). تلقى ثقافة يونانية ويهودية ودرس اللاهوت اليهودي في أوراشليم على يد معلم واسع التفكير يدعى "جملائيل".

نجده مضطهداُ المسيحيين في أوراشليم ومحرضاً على قتل اسطفانوس، كان بولس يظنّ أنّ المسيح قد مات وأنّه مثل الأنبياء الكذبة. لكنه إرتدّ عندما شاهد يسوع على طريق دمشق.

تغيّرت حياته: مَن كان يظنَه ميتاً هو حيّ وهو المسيح المنتظر. تعمّد وتتلمذ على يد بطرس والرّسل ثمّ أخذ يطوف العالم مبشّراً. له رحلات أربع على شواطئ البحر المتوسط ويقال أنّه بلغ اسبانيا.

ألقيَ القبض عليه نحو السنة 60 في أوراشليم ورفع دعواه الى روما فأخِذَ إليها حيث سجِنَ وحُكِم عليه بالبراءة. بَشَرَ في روما إلى أن قُبِضَ عليه في أيّام نيرون بعد السنة 64.

وتمّت شهادته بقطع رأسه في السنة 67 في المكان المشيد على اسمه كنيسة في روما، خارج الأسوار. إنّ رسائل بولس كانت ولا تزال منهل التعليم المسيحيّ ومصدر التعمّق بمعرفة المسيح.

للرّبّ الذي اختار بطرس هامة الرّسل وبولس رسول الأمم المجد والتسابيح. فلتَكُن صلاتُهُما معنا، آمين.