فلا الغارس له شأن ولا الساقي «القوت اليومي

فلا الغارس له شأن ولا الساقي،

 بل الشأن لله الذي يُنمي

 

(1 كورنتس 3: 7)

 

يبدو أنّ الأرواح التي  سارعت في التفتيش عن الكمال قد وضعت قيد النسيان، أو ربّما  أنّها لا تعرف ما قاله إرميا (5/ 24)

أيّها الرجل المسكين، ما بالك تثق بعملك و بصناعتك؟ ألا تعلم أنّه عليك أن تزرع وتحرث  وتغرس،  ووحده  الربّ هو الذي ينمّي النباتات، وهو وحده يعطي حصادًا ومحصولًا وافرًا ومطرًا فائضًا ومناسبًا لأراضيك التي وضعتَ عليها البذار؟

 

تستطيع أن تسقي جيّدًا، ولكنّ ذلك لن يخدمك بشيء إذا لم يبارك الربّ عملك، ويعطيك، بنعمته، محصولًا جيّدًا.  تعلّق إذًا، بالكامل، بمحبّته الإلهيّة.

 

صحيح أنّه علينا الزرع بجديّة، ولكن يعود للربّ وله وحده أن يصنع من عملنا أو يتبعه نجاحًا جيّدًا [...] لا نستطيع شيئًا بأنفسنا دون نعمة الله، التي يجب أن نضع فيها كامل ثقتنا، وألّا ننتظر شيئًا من ذواتنا.

 أرجوكم عدم  الإستعجال في أشغالكم؛ لأنّه للقيام  بها جيّدًا يجب أن نتأنّى فيها، بهدوء وسلام، دون أن نضع ثقتنا بها، ولكن بالله وبنعمته.

 إنّ مشاعر القلق  في الروح التي لدينا للتقدّم في الكمال، لا تعجب الربّ البتّة، بل هي لا تخدم  إلّا في إشباع حبّ الذات.

 عمل جيّد نقوم به بهدوء وبراحة بال خير من عدّة أعمال نقوم بها بعجلة.

 

القدّيس فرنسيس السالزيّ (1567 ـ 1622)