"كلمة الله" هو المنّ الخاص بنا «القوت اليومي

 

 

 

جاء في الكتاب أنّ المنّ الّذي يتمّ انتقاؤه بحسب الشروط التي حدّدها الله يكون مُغَذّيًا؛ ولكن إن جُمِع على عكس الطريقة التي حدّدها الله، فإنّه لا يعود مُجديًا للحفاظ على الحياة... إنّ كلمة الله هو المنّ الخاص بنا، وكلمة الله، الآتي إلينا، يجلب للبعض الخلاص وللبعض الآخر العقاب. لهذا يبدو لي أنّ الربّ والمخلّص الذي هو "كلمة الله الحيّ" (1بط 1: 23)

 

قد أعلن: "لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هذَا الْعَالَمِ، حَتَّى يُبْصِرَ الَّذِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَيَعْمَى الَّذِينَ يُبْصِرُونَ"(يو 9: 39). كم كان سيكون أفضل بكثير بالنسبة إلى البعض عدم سماع كلمة الله على الإطلاق، بدلاً من سماعها مع تصرّفات سيّئة أو مع خبث! ...

صحيح أنّ الأفضل في الاستقامة والكمال يكمن في أنّ الّذي يستمع إلى كلمة الله يجب أن يستمع إليها بقلب طيّب وبسيط، مستقيم ومستعدّ بشكل جيّد، بحيث تثمر وتنمو كما في أرض صالحة... ما أقوله هنا إنّما هو لتحوّلي الشخصيّ بقدر ما هو لتحوّل مستمعيَّ، لأنّي أنا أيضًا واحد من أولئك الذين يستمعون إلى كلمة الله.

 

العلّامة أوريجينُس (185 - 253)