كيف أُعطيك إسمًا آخر؟ «القوت اليومي

 

 

 

كيف أُعطيك إسمًا آخر؟

 

أيا أنت، الأبعدُ من كلِّ شيء، كيف نسمّيك بغير إسمٍ؟

 

أيُّ نشيدٍ يستطيعُ أن يتغنّى بك؟ لا كلمة تُفصح عنك.

 

أيُّ روحٍ يستطيعُ أن يفهمكَ؟ أنت أبعدُ من كلِّ فكرٍ.

 

وحدَك، أنت لا تُقالُ لأنَّ كلَّ المقولات خرجت منك.

 

وحدك، أنت لا تُعرَف لأنَّ كلَّ معرفةٍ خرجت منك.

 

كلُّ الكائنات تُشيدُ بك، الكائنات النّاطقة والكائنات الصّامتة.

 

كلُّ الكائنات تمجِّدك، الكائنات العاقلة وغير العاقلة.

 

رغبةُ الكونِ وأنينُ الجميع متَّجهانِ إليك.

 

كلُّ موجودٍ يُصلّي لك، وإليك يُصعَدُ الذين يتأمَّلون الكون نشيدَ الصَّمت.

 

كلَّ ما هو قائم هو قائمٌ فيك، وكلّ ما هو متدرِّجٌ في الكونِ هو متدرِّجٌ فيك.

 

أنت غايةُ كلِّ الكائنات. أنت وحيد. أنت كلّ واحد منها ولست أي أحد.

 

لستَ كائنًا منها ولستَ مجموع الكائنات.

 

لك كلُّ الأسماءِ، فكيف أدعوكَ؟ أنت الوحيد الذي نعجز عن تسميته.

 

أيُّ روح يقدر عبور الغيوم التي تحجب السّماء؟

 

أنت الأبعدُ من الكلِّ، كيف أعطيَكَ إسمًا آخر؟

 

 

القدّيس غريغوريوس النّزينزي