مَظالٌّ ثَلاث «القوت اليومي

 

 

 

مَظالٌّ ثَلاث

 

 

طابَ لِسِمْعانَ كَلامُ إيليَّا،

 

وَمَلأهُ دَهْشَةً كَلامُ موسى !

 

إرْتاحَ لِلنُّور، وَطابَتْ نَفْسُهُ بالمَجْدِ العَظيم،

 

فأحَبَّ المَكان، وسألَ ألَّا  يَنْزِلَ مِنْ هُناك !

 

 

 

 

سَمِعَ النَّبِيَّينِ يَتَكَلَّمانِ عَنْ قِصَّةِ الصَّلْب،

 

فخافَ أنْ يَنْزِلَ لِيَلْقى البَلايا والدَّم !

 

ألنُّورُ وَرَبُّنا وإيليَّا وَموسى العَظيمُ

 

على الجَبَل، سِمْعانُ رَأى وَاشْتَهى :

 

 

 

رَبَّنا، إنْ شِئْتَ، فحَسَنٌ لنا أنْ نَمْكُثَ هُنا !

 

نَصْنَعُ ثَلاثَ مَظالّ، نُقيمُ فيها :

 

لَكَ وَاحِدةٌ وَلِموسى واحِدَةٌ  يُكَرَّمُ  فيها،

 

وَوَاحِدةٌ لإيليَّا، وَلِنَمْكُثْ هُنا !

 

 

لَمْ تَطِبْ كَلِمَةُ سِمْعانَ لِلآبِ المُحْتَجِب،

 

لِأنَّهُ قالَ : نَصْنَعُ  لِلثَّلاثّةِ  ثَلاثاً !

 

غَيْرةُ الآبِ وَبَّخَتْ سِمْعانَ لِأنَّهُ ساوَى

 

الوَحيدَ بِموسى وإيليَّا !

 

 

 

 

 

سَمِعَ الآبُ فَغارَ لِكَرامَةِ وَحيدِهِ :

 

إنَّ الابْنَ وَحْدَهُ يَسْتَحِقُّ الكَرامَة !

 

بَسَطَ على الجَبَلِ غَمامَةً واحِدَة، مِظَلَّةَ مَجْد،

 

لِلكَريمِ وَحْدَهُ، وَتَرَكَ الإثْنينِ كما هُما !

 

 

 

عَلَّمَ الآبُ سِمْعانَ أنْ يَحُدَّ كلِمَتَهُ التي قال :

 

ألعَبْدُ عَبْدٌ، والرَّبُّ رَبّ !

 

أسْمَعَ صَوْتَهُ على حَبيبهِ أمامَ عُيونِ التَّلاميذ،

 

صاحَ : هذا هُوَ ابْني ، حَبيبي ، فَلَهُ اسْمَعوا !

 

 

 

 

رأى التَّلاميذُ أنَّ كُلَّ ما  لِلآبِ هُوَ لِلابْنِ ،

 

ألقُدْرَةُ وَالمَجْدُ وَالنُّورُ العَظيم، كما لِوالِدِهِ،

 

بِالمِظَلَّةِ الواحِدةِ التي صَنَعَها، عَلَّمَ الآبُ سِمْعانَ

 

أنَّ البيعَةَ واحِدَة، والصَّليبَ فيها واحِد !

 

 

 

صَوَّرَ الآبُ البيعَةَ بِغَمامَةٍ واحِدَةٍ مِنَ النُّورِ العَظيم،

 

وَأمَرَها بِأنْ تَسْمَعَ لآبْنِهِ، في كُلِّ ما يَقولُهُ !

 

مِنَ الرُّسُلِ والأنْبياءِ ظَهَرَتْ واحِدَةً :

 

لِأنَّ العَروسَ واحِد، تَبارَكَ مَنْ بِسِرِّهِ أتَمَّ كُلَّ شَيْء !

 

 

 

 

 

 

 

(الملفان مارِ يَعْقوبَ السَّرُوجِيّ

من أباء الكنيسة توفي عام 521)