مِنْ ثِمارِ الرُّوح «القوت اليومي

 

لا يَنْقطِعُ لِسانُهُم عَنْ تِلاوَةِ المَزاميرِ وَتَهليلِ الرُّوح. فإنَّهُمْ لا يَفْسَحونَ لِلشَّيطانِ يَرميهِم بِسِهامِهِ المُلْتَهِبَة، وآنَ تَمْتَلِئُ النَّفْسُ مِنْ ثِمارِ الرُّوحِ تَتَعَرَّى تَعَرِّياً تاماً مِنَ الكآبَةِ والضِّيقِ والضَّجَر، وَتَلْبَسُ الرُّحْبَ والسَّلامَ والفَرَحَ بالله، وَتَفْتَحُ إلى قلبِها بابَ الحُبِّ لِجَميعِ النّاس.

تَتَجَلَّدُ الليلَ والنَّهارَ في يَقظَةٍ على بابِ قلبِها، تَطْرُدُ كُلَّ فِكْرٍ يُوَسْوِسُ لها بِأنَّ هذا صالِحٌ وذاكَ شِرِّير ! هذا بارٌّ وذاكَ خاطئ ! تُرَتِّبُ أمْرَها فَتُقيمُ المُصالَحَةَ بينَ حَواسِّها الدَّاخِليَّةِ وبينَ القَلبِ والضَّمير، لِئلّا يَتَحَرَّكَ أحَدٌ مِنها بالغَضَبِ أو بالغِيرَةِ على أحَدٍ مِنْ أبناءِ جِلْدَتِها.

أمَّا النَّفْسُ العاقِرَةُ الخالِيَةُ مِنْ ثِمارِ الرُّوح، فَهِيَ على الدَّوامِ لابِسَةٌ الحِقْدَ والغَيْظَ والضِّيقَ والكآبَةَ والضَّجَرَ والاضطِراب. تَدينُ على الدَّوامِ قريبَها بالجَيِّدِ والرَّدِيء.  

مارِ اسْحقَ السُّريانيّ (أواخر القرن السابع)